الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من حساسية الأنف وانسداده، وحكّة أسبوعية في الأنف والشفة، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أنا أعاني من حساسية الأنف منذ أكثر من سنة، وأشكو من صداع عندما أتعرض للمثيرات المعروفة، ولكن أشكو أسبوعيًّا تقريبًا من حكة مزعجة في الأنف، وكذلك حكة في الشفة من الجهة الداخلية، حيث إنني أضطر إلى حكها بأسناني؛ لأن الحكة تحدث في الجهة الداخلية للشفة، وتمتد الحكة إلى الجهة الخارجية من الشفة.

كذلك أشكو من انسداد الأنف، فقط في إحدى فتحات الأنف، أي تنفتح فتحة، وتغلق الأخرى، وأشعر بأن شيئًا ما عالقٌ في أنفي، وكذلك زيادة القشور داخل الأنف.

ماذا تعني هذه المضاعفات؟ هل حالتي تزداد سوءاً؟ هل من علاج فعال يساعد على التخفيف من أعراضها لمدة طويلة؟

أود أن أستشيركم في دواء رأيته عندما بحثت عن حساسية الأنف على الإنترنت، اسمه (Levocetirizine)، حيث قيل: إنه فعال أكثر من (Loratidine)، يستعمل لعدة أشهر، وله أثر فعال في التخفيف من أعراض حساسية الأنف، فما رأيكم به؟ هل أستعمله أم هناك دواء أكثر فعالية منه؟

أرجو أن تساعدوني؛ لأنني أعاني كثيرًا من هذا الأمر، وشكرًا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحساسية مرض مزمن، وهو عبارة عن رد فعل خاطئ للجسم تجاه مثيرات معينة للتحسُّس، تختلف من شخص لآخر.

الأعراض ناتجة عن انطلاق مادة (الهيستامين) من الخلايا المناعية في الجسم، وهذه المادة في الدم تسبب ظهور الأعراض التحسّسية: من توسّع الأوعية الدموية في المخاطية الأنفية، والطرق التنفسية، وبالتالي تَضخّم هذه المخاطية، وانسداد جزئي أو تام في هذه الطرق التنفسية، وخاصة الأنف (حيث قد يكون الانسداد متناوبًا بين طرفي الأنف، بسبب تضخم القرينات الأنفية داخل الأنف)، كما يحدث زيادة في المفرَزات الأنفية على شكل المخاط الأنفي (الذي يشكل القشور داخل الأنف عند ما يجفّ)، وأخيرًا، هناك التخريش الذي يتسبب في الحكة التي تعاني منها في الأنف والشفة.

علاج التّحسّس بداية، هو في تشخيص المواد التي يتحسّس منها المريض، والوقاية منها، التشخيص إما اعتمادًا على القِصَّة المرَضيّة، ومن خبرة المريض في الحياة، وتعرضه لمحسّسات في الطبيعة، أو يتم التعرف على هذه المحسّسات باختبارات جلدية أو دموية.

العلاج الدوائي فعال مؤقتا، طالما استخدمتَه، وهو يخفّف الأعراض، ولا يعالج التحسّس بشكل دائم، من الأدوية الشائعة والأقل إحداثًا للتأثيرات الجانبية (اللوراتادين مثل: كلاريتين)، وأما (السيتريزين والليفوسيتريزين)، فهما جيدان، وإنما قد يتسبّبان في بعض النعاس للمريض.

يمكن استخدام بخاخات (الكورتيزون) الموضعي، بالمشاركة مع الأدوية السابقة (فليكسوناز أو إيريوس)، وهي ذات تأثيرات جانبية قليلة، ويمكن استخدامها لفترة طويلة بدون مشاكل، طريقة الاستخدام: هي بخة واحدة في كل منخر، بعد تحريك البخاخ جيدًا قبل الاستخدام، والاسشتنشاق بقوة من الأنف أثناء البخة.

يبقى لدينا العلاج المناعي، وهو علاج يمكن أن يعطي شفاءً دائمًا أو طويًلًا من التحسس، حيث يتمّ إجراء اختبارات التحسّس الدموية أو الجلدية، وبعد اكتشاف وجود عامل أو عدة عوامل مسبّبة للتحسّس عند هذا المريض بالذات، نقوم بطلب لقاح مُصنَّع خصّيصًا لهذا المريض بحسب التحليل المُجْرَى له، وهذا اللقاح يكون على شكل إبرٍ تحت الجلد أو نُقَطٍ تحت اللسان، ويستمر عليه المريض لفترة، قد تستمر ثلاث سنوات، وبفاصل شهري بين الجرعة والأخرى، وبعد إتمام مدة العلاج المقررة، من الممكن الوصول للشفاء الكامل من التحسس، أو على الأقل شفاءً لسنوات طويلة بعد هذا العلاج.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً