الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عصبيتي وقلقي الزائد أثرا على حياتي وحياة طفلتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله لكم التوفيق.

عمري 28 سنة، متزوجة وعندي بنت عمرها 3 سنوات، أعاني من العصبية المفرطة والحقد وشد الأعصاب، ودائمًا أضغط على أسناني حتى أصبحت تؤلمني، وأعاني من النسيان وعدم التركيز، والتشتت وقلة الثقة بالنفس، ولا أتذكر من طفولتي سوى عدة مواقف مؤلمة، لقد ذهبت لطبيب نفسي، وقال لي بأنه قلق وتوتر، ووصف لي ما يلي:

- ألبرازولام، 25: نصف حبة صباحًا ومساءً، وبعد أسبوعين أصبحت حبة صباحًا ونصف حبة مساءً.
- كوميبرامين هيدروكلورايد 25: حبة مساءً.
- سيرترالاين هيدروكلورايد 25: حبة صباحًا.

استمررت على العلاج والتواصل مع الطبيب لمدة شهرين، وتحسنت عليه كثيرًا بمساعدة من حولي، وبعدها سافرت إلى السعودية مع زوجي وداومت على الدواء لمدة شهر.

ولكن بناءً على تعليمات الطبيب حيث قال لي قبل السفر أن أزيد أو أنقص الجرعة حسب حالتي النفسية، وأنا تلاعبت بالجرعة كثيرًا، حيث أرى نفسي جيدة، فأقلل الجرعة، وبعد أسبوع مثلًا أتراجع فأزيدها، وتوقفت عن أخذ كوميبرامين؛ لأني تحسنت، وهذا ما أساء وضعي، وخصوصًا أن الغربة جعلتني أتراجع وأحبط.

وبعد 3 أشهر من العلاج انتهى الدواء، فاتصلت بالطبيب فأعطاني البديل المتوفر بالسعودية، واسمه التجاري (أنافرانيل 25، لوسترال 50)، وتوقفت عن تناول البرازولام والعودة لكوميبرامين حسب تعليمات الطبيب، وطبعًا فقد نسيت أن أسأل الطبيب عن الجرعة؛ لأني دائمًا لا يخطر ببالي سوى ما أسمع أو أرى.

أنا الآن أتناول اللوسترال حبة صباحًا، وأنافرانيل حبتين مساءً، ولكن عدت للعصبية على أتفه الأسباب، وأشعر بتوتر، ولا أستطيع النوم ليلًا.

أرجو منكم إرشادي حول كيفية تناول الجرعة المناسبة والمدة المناسبة، أريد الالتزام بالجرعة بدون تدخل مني، مع العلم أني أخطط للحمل بعد 3 أشهر من الآن -إن شاء الله- للضرورة، ولا مجال للتأجيل لأسباب صحية.

أرجو أن تنصحوني بخصوص ابنتي، فهي نسخة مني في العصبية والتوتر، وأصبحتْ عدوانية، وقلَّت ثقتها بنفسها بسببي، وأنا أتألم عليها كثيرًا، فكيف أعدل سلوكها على الرغم أني حريصة جدًّا على تشجيعها ورفع معنوياتها، ولكن عندما أتوتر وأنفعِل أعاملها بقسوة؟

تقبلوا فائق احترامي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ديما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب، ونسأل الله لك ولابنتك الشفاء والعافية.

سرعة الانفعال، والاندفاع، والتوتر، والقلق في بعض الأحيان صفات ملازمة لشخصيات بعض الناس؛ مما يجعلهم دائمًا عرضةً للغضب وعدم التركيز، وربما لتدهور المزاج. وأعتقد أن هذا ينطبق عليكِ إلى حد كبير، وهي ظاهرة أكثر منها مرضًا، لا أعتقد أنكِ مريضة، ولا أريدكِ أن تصنعي من نفسكِ مريضة نفسية.

تعاملي مع الأمور ببساطة أكثر أيتها الفاضلة الكريمة، ولا تستسلمي لمشاعركِ السلبية، واجهي نفسكِ، صارحيها، وكوني أكثر جلدًا وعزيمة وقوةً في إدارة الغضب، أكثري من الاستغفار، وانفثي ثلاثًا على جانبكِ الأيسر حين يأتيكِ الغضب، خاصة في بداياته، غيّري مكانكِ أو وضعيتكِ، وجرّبي أن تتوضئي مرةً واحدةً وأنتِ غاضبة، وسوف تجدين أن نار الغضب قد انطفأت تمامًا -إن شاء الله تعالى-، وهذا ما أوصانا به رسول الله ﷺ.

ومن العلاجات الضرورية جدًا أن تعبري عن ذاتكِ، بما أنكِ حساسة في وجدانكِ وعواطفكِ وشخصيتكِ، فأقل الاحتقانات النفسية الداخلية سوف تزداد وتؤدي إلى المزيد من الانفعال السلبي والكدر؛ لذا كوني معبرةً عمَّا في خاطركِ، خاصة مع زوجكِ، والتعبير يكون في حدود الذوق والانضباط، وهذا يساعدكِ كثيرًا.

أريدكِ أن تمارسي أي رياضة تناسب المرأة المسلمة، وأريدكِ أيضًا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، وراجعي استشارةً في موقعنا خاصةً بهذه التمارين وغيرها تحت رقم (2136015)، وسوف تجدين فيها إرشادات ممتازة وبسيطة جدًّا، وتطبيقها حتمًا سيفيدكِ، وتواصلكِ مع طبيبكِ النفسي في مصر هو دعم كبير لكِ.

إذا كنتِ تودين الحمل، فلا بد أن تتوقفي عن تناول (Lustral لوسترال)، لأنه ليس دواءً مضمونًا مئة بالمئة، وبصفة عامة، القوانين الصيدلانية الرصينة تنص على أن فترة الحمل – فترة تخليق الأجنة في الأشهر الأربعة الأولى– يفضل ألا تستعمل المرأة الحامل فيها أي دواء، إلَّا إذا كانت هناك ضرورة قصوى، ويكون ذلك تحت إشراف الطبيب.

الـ (Anafranil - أنافرانيل)، والذي يعرف علميًا باسم (Clomipramine - كلوميبرامين)، يعتبر آمنًا نسبيًا أثناء الحمل، حتى في مراحله الأولى، بشرط ألا تتعدى الجرعة خمسة وعشرين إلى خمسين مليجرامًا.

إذًا هذا هو الوضع بالنسبة للدواء، وكذلك بالنسبة للإرشاد السلوكي الذي نريدكِ أن تتبعيه.

بارك الله فيكِ، وجزاكِ الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً