السؤال
السلام عليكم
خطيبتي تعاني من حكة في كل الجسم، وخاصة في الليل، يجيء من العشاء إلى آخر الليل الساعة 3، وتظهر حبات صغار، وأحيانا كبار مثل قرص النمل، وتكون الحكة شديدة جدا، ما هو السبب؟
وشكرا لكم.
السلام عليكم
خطيبتي تعاني من حكة في كل الجسم، وخاصة في الليل، يجيء من العشاء إلى آخر الليل الساعة 3، وتظهر حبات صغار، وأحيانا كبار مثل قرص النمل، وتكون الحكة شديدة جدا، ما هو السبب؟
وشكرا لكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ زكريا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أتصور أن ما تعاني منه –خطيبتكم الكريمة- هو ما يعرف بمرض الأرتيكاريا أو الشرى، وهو في العادة يظهر في صورة طفح جلدي مرتفع عن الجلد, وانتفاخات, واحمرار, وحكة, أو وخز, وببعض الأشكال الإكلينيكية المختلفة الأخرى, وفي الحالات الشديدة يكون الطفح الجلدي مصحوبا بانتفاخ في الأنسجة المبطنة للحنجرة والأمعاء, ويشتكي المريض من ضيق بالتنفس, واضطرابات, وألم بالبطن, ويوجد نوعان رئيسان من الأرتيكاريا التقليدية:
النوع الحاد, والذي يلازم المريض لفترة قصيرة أقل من ستة أسابيع, وفي الغالب يكون سببه حدوث عدوى ميكروبية, أو تناول بعض المأكولات, أو الأغذية المحفوظة، مثل السمك والبيض والمكسرات والكيوي، أو تناول بعض العلاجات, ومن أهمها المضادات الحيوية, والتطعيمات, أو بسبب لدغ الحشرات, وبالأخص النحل والدبابير.
النوع المزمن يلازم المريض فترات طويلة, ولا يوجد سبب واضح لحدوثه, وفي الغالب يكون هناك خلل مناعي يؤدي إلى زيادة إفراز المادة الكيميائية الهستامين في الجلد, وربما الأنسجة الأخرى, والتي تسبب الأعراض المذكورة سابقا.
توجد بعض أنواع الأرتيكاريا أو الشرى غير التقليدية, أو ما يعرف بالأرتيكاريا المادية أو الفيزيائية, مثل تلك المرتبطة بالتعرض للماء أو الضغط على الجلد, أو بداية التعرق, وتغير درجة حرارة الجسم.
لا تقلق -أخانا الكريم- وجزاك الله خيرا على اهتمامك بخطيبتك، وأتصور أنها تعاني من النوع التقليدي، وهو النوع الشائع، وأنك لم تذكر وجود مسببات فيزيائية واضحة لظهور الطفح الجلدي المذكور، وعلاج الشرى أو الأرتيكاريا يكون بوصف بعض مضادات الهستامين من الجيل الحديث، ويكون ذلك كاف في أحوال كثيرة, ويمكن إضافة أحد مضادات الهستامين التقليدية مرة واحدة مساء إذا كانت الحالة لم تستجب بشكل كامل, أو لمرضٍ, رغم استخدام الأنواع الحديثة بمفردها.
توجد بعض العلاجات الأخرى على حسب استجابة المريض، وأنصح أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب أمراض جلدية متخصص، وذلك للتأكد من التشخيص في المقام الأول, وسبب حدوثه, وذلك بأخذ التاريخ المرضي للمشكلة بدقة, وفحص الجلد, وطلب بعض الفحوصات المعملية, أو الإجراءات الأخرى اللازمة للتأكد من عدم وجود أسباب عضوية أو مناعية مصاحبة, ولمتابعة التحسن حيث أن تلك المشكلة قد تختفي بعد فترة ولا يكون هناك حاجة إلى العلاج.
وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.