السؤال
السلام عليكم
أنا شاب مسلم، ملتزم بديني -والحمد لله-.
كنت شغوفا بالعلم بدرجة عالية جدا، فتفوقت في دراستي، وكنت الأول دائما حتى الماجستير، ورزقني المولى بالتيسير والتوفيق في كل شيء، حتى أني لم أكن أخشى شيئا: لا فقر، لا أي شخص، حتى أنني أعفي لحيتي في بلد يتم التضييق فيه على الملتزمين، ولم أتعرض لأي مضايقة قط. كان الجميع يهابني ويقدرني، ورزقني الله بقوّة وشجاعة تصل إلى العنف في بعض الحالات.
مؤخرا أنكرت على أحد الناس سب الجلالة؛ فتطورت إلى عنف شديد، أصبت فيها بجروح بالوجه، واعوجاج بالأنف، في بادئ الأمر عدت إلى المنزل وصلّيت ركعتين لله، ثم عدت؛ لأنتقم من الذين تشاجرت معهم فلم أجدهم، ثم لا أدري ما أصابني، حيث أصبح الجميع يشمت بي، ويلمزني سرا وجهرا، حتى أصحابي وجيراني، حتى في المسجد كثر الهمز والتغامز؛ فتعكرت حالتي النفسية جدا، وشعرت بالمهانة لأول مرة، حتى إنني فكرت في قتل أحد الذين يستهزئون بي، انقطعت -ولأول مرة- عن بعض الصلوات في المسجد، ثم -والحمد لله- غيرت المسجد.
فجأة أصبحت حياتي جحيما، أصبحت أكره كل شيء، أخاف من كل شيء، ففقدت عملي، وتنكر لي الناس حتى أهلي، وتعكرت حالتي المادية، وفقدت القدرة على التركيز في أي شيء، وانحطت همّتي من تحرير بيت المقدس إلى مجرد العيش بأمان.
كأن الماضي كان حلما، وكأن الله أراد أن يكشف للناس عن شخصيتي الوضيعة التافهة، وفي الأخير قابلت الذين تشاجرت معهم، فلم أجرؤ حتى على القصاص منهم.
أشعر كأن الله غاضب مني؛ لأنني لم أقتص من الذين تشاجرت معهم، وأنني شوهت صورة الملتزمين بأنهم جبناء، خاصة أن الذين تشاجرت معهم هم من الفساق.
تحسنت حالتي قليلا بعد أن واظبت على قراءة القرآن، لكنني لست قادرا حتى الآن على التركيز على أي شيء، تكثر علي الوساوس خاصة في الليل، وأبدأ بالبكاء المر كأنني طفل صغير، ورغم مرور 6 أشهر، لم أستطع استعادة نفسي.