السؤال
السلام عليكم
بدايةً: أريد أن أشكركم على موقعكم الكريم, وعلى ما يقدمه من خدمات كثيرة, وجزاكم الله خيراً.
أنا بعمر27 سنة, مؤمن بالله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وكل ما أنزله الله تعالى, لم أؤذ إنساناً قط, ولم أقرب فاحشة الزنا, ولا القتل، والحمد لله.
لدي فائض هائل من الحنان والإخلاص والوفاء, وكارثتي تبدأ بأنني قد أسرفت وظلمتي نفسي ظلماً شديداً، حيث أنني لم أكمل دراستي في السابق, ولم أحصل على أي شهادة علمية, وليس لدي أية مؤهلات للعمل, وبالتأكيد ليس لدي مال.
أصدقائي الذين كانوا أصدقاء طفولتي قد تخلوا عني في مرحلة ما من حياتي, ومنذ 6 سنوات وإلى الآن ليس لدي أي صديق، وأخجل من نفسي، وأشعر أنه لا يحق لي التكلم مع أي شخص, وسوف أقلل من قيمة هذا الشخص إذا تحدثت معه, فمستواي أقل بكثير من مستوى الشخص الذي سأكلمه.
أحتاج إلى الحنان والاهتمام ولم أجدهما قط, أشعر وكأنني أعيش لوحدي, على الرغم من أنني أشعر بوجود أسرتي من حولي، وأضحك ولكن ليس من قلبي, وأي شيء يمكن أن يسبب لي انهياراً يرافقه بكاء حتى أشعر وكأن روحي سوف تخرج من عنقي.
في العبادة أصلي ولا أشعر بارتياح, وأقول في نفسي: لا داع لصلاتي فهي غير مقبولة, أشعر بأن الله لا يحبني إطلاقاً، ومهما فعلت لن يجدِ نفعاً, فقد حرمت من العمل والمال والأصدقاء والزوجة، وكل شيء, فهذا غضب الله وسخطه علي.
أرى جهنم وكأن الله خلقها ليضعني فيها وحدي فقط, مهما فعلت من عمل صالح, أقول في نفسي: بأنني لا أستحق رحمة الله ولا يجوز لي دخول الجنة مطلقاً؛ لأنني سوف أنجسها بدخولي فيها! ووصفي لنفسي أنني لست إنساناً, إنما أنا مجرد صنم, نكرة, دنيء, حقير, أرغب في الموت وأتمنى أنني لم أخلق أصلاً.
فكرت في الانتحار، مع العلم أنني أعلم علم اليقين بأنه محرم شرعاً, ولكن أقول في نفسي: سواء قتلت نفسي أم لا, فإنني في كلتا الحالتين في جهنم، فما المانع من ذلك؟!
أرى أن وجودي في المجتمع كارثة, وأن وجودي في الدنيا يسبب فساد الأرض بأكملها، وأرغب في قتل نفسي.
جزاكم الله خيراً.