الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يعاني من الشكوك الوسواسية التي بدأت تتطور، فما هو سبب تطورها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عانى زوجي من المرض النفسي قبل عشر سنوات، فكان مصاباً بالوساوس والشكوك الحادة، فوصف له الطبيب عقار (زيبركسا)، -بفضل الله- تعافى زوجي تماماً، ولم يؤثر المرض على عمله أو حياته الاجتماعية، مع الانتظام على الدواء يعاوده المرض على مراحل متباعدة، ولكنه يتعافى سريعاً كلما قمنا بزيادة الجرعة.

أصبح زوجي في الفترة الأخيرة يشعر بحزن عميق، وخوف، وقلق من دون أي سبب، خاصة في الصباح، وازداد هذا الشعور وتطور إلى تقلصات شديدة في بطنه سببها القلق، وعندما بدأت الأعراض تؤثر على ذهابه للعمل، راجع طبيبه، فصرف له عقار (بروزاك)، عشرين مليجراماً صباحاً، وعقار (ديباكين) حبة مساء، مع عقار (البروزاك)، والذي خفض الطبيب جرعته إلى حبة واحدة مساء، أكمل زوجي عشرة أيام مع العلاج، ولم أرَ إلا تحسناً طفيفاً، أكثر وقت يتعب به زوجي هو الصباح؛ بسبب القلق وتقلصات البطن التي تستمر معه إلى الظهر، وتؤثر على مزاجه العادي فتحوله إلى حالة من الضيق الشديد، فهل عقار (الديباكين) هو السبب في تقلب مزاج زوجي؟ وهل يتأثر العلاج بإيقاف هذا الدواء؟ وهل هناك دواء مفيد لحالته في فترة الصباح أم يجب أن أنتظر؟

علماً بأن زوجي في إجازة من عمله، وأخشى من أن تستمر الأعراض معه ولا يتمكن من العودة.

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خلود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله تعالى لزوجك الكريم العافية والشفاء.
لا شك أن (البروزاك) هو الدواء الرئيسي لعلاج الشكوك الوسواسية، والدواء دواء رائع جدًّا، فقط يتطلب الصبر في تناوله، حتى يتم البناء الكيميائي الكامل، ليستفيد الإنسان منه في تنظيم كل المستقبلات العصابية الدماغية التي يُعتقد أن اضطرابها هو الذي يؤدي إلى الوساوس والأمراض المشابهة.

إذًا (البروزاك) هو الأساس لعلاجه، (الدباكين) دواء ممتاز أيضًا لتثبيت المزاج، وهو لا يؤدي إلى تقلب المزاج أبدًا، لكن يُعرف عنه أنه في الأيام الأولى للعلاج ربما يؤدي إلى شيء قليل من الشعور بالإجهاد الجسدي، وربما النفسي، ولكن هذا يختفي تمامًا في ظرف أسبوع أو أسبوعين.

فإذًا دعي زوجك الكريم يُواصل علاجه بكل تيقن، بكل ثقة، وبكل أملٍ ورجاءٍ، ولا بد أن تطوري عنده إرادة التحسُّن، وذلك من خلال تشجيعه وتحفيزه، هذا يُفيده كثيرًا.

بالنسبة للضيق الذي يأتيه -أيتها الفاضلة الكريمة- أحسب أنها مؤقتة -إن شاءَ الله تعالى- وأريد أن أنصحه بدواء بسيط جدًّا، هو (دوجماتيل) (Dogmatil)، والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد)(Sulipride)، دعيه يتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح، وكبسولة في الظهر، لمدة أسبوعين، ثم يجعلها كبسولة واحدة في الصباح لمدة عشرة أيام، ثم يتوقف عن (الدوجماتيل)، ويواصل أدويته (البروزاك) (والدباكين)، بالصورة التي وضعها له الأخ الطبيب المعالج، هذا من ناحية الأدوية.

وأنت -أختي الكريمة- أيضًا مُدركة لطرق العلاج الأخرى، وهي: أن تساعدي زوجك في إدارة وقته، وأن تحفزيه إيجابيًا كما ذكرت لك، وأن يمارس شيئًا من الرياضة، هذا كله يفيد كثيرًا، واقترحي عليه مثلاً الخروج مرتين في الأسبوع لزيارة الأهل والأصدقاء مثلاً، أن تكون لكم حلقة قرآنية داخل البيت مرة أو مرتين في الأسبوع، هذا يُنزل على الأسر شآبيب من الرحمة والخير والبركة والاستقرار النفسي العظيم.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لزوجك الكريم الشفاء والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية عبدالله الصلوي

    السلام عليكم
    أنا كانت لدي نفس الحاله الضيق في الصباح الى الظهر أنصحكم وبأفضل حل هو الاستغفار والله والله انه يفرج الضيق والهم ويشرح الصدر الاستغفار الاستغفار والرجوع الى الله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً