الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام بالصدر وعندي شعور بأني مصاب بمرض قلب

السؤال

السلام عليكم

أعاني من آلام بالصدر متفرقة، وينتابني شعور بأني مصاب بمرض في القلب، وعملت رسم قلب بالمجهود، واتضح طبيعياً وسليماً، لكن أشعر بألم مستمر في ذراعي الأيسر، وأحياناً بالظهر.

منذ شهرين توفي أخي بعمر 31 عاما، بأزمة قلبية، وأشعر بخوف شديد قبل النوم، ولا أعرف علاجاً لحالتي، والأطباء يقولون: حالة نفسية، وأحيانا أشعر بصوت من القولون من الناحية اليسرى.

أرجو الإفادة، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أيها الفاضل الكريم: بالفعل حالتك هي حالة نفسية، وبحمد لله تعالى هي حالة بسيطة حتى وإن سببت لك الإزعاج.

الأعراض التي ذكرتها لا علاقة لها أبدًا بالذبحات القلبية أو أمراض القلب، أنت تعاني من نوع من قلق المخاوف، وربما يكون في الأصل لديك استعداد لذلك، وأن البناء النفسي لشخصك الكريم قد كان هو العامل المرسِّب والمُهيئ لتظهر هذه الأعراض، وقطعًا وفاة أخيك – عليه رحمة الله تعالى – بصورة فُجائية وفي عمرٍ شبابي، قطعًا هذا مثَّل دفعة قوية جدًّا لأعراض قلق المخاوف ليستشري ويسيطر على كيانك.

أيها الفاضل الكريم: الخوف من الأزمات القلبية وموت الفُجاءة مُبرر من وجهة نظري، لأنه قد كثر في زماننا هذا، ونبأ بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- لكن الإنسان يكون أكثر قناعة وتوكلاً ويقينًا بأن الأعمار بيد الله، ويسأل الله تعالى أن يحفظه، وأن يُطيل عمره في عمل الصالحات، وأن تعيش الحياة بقوة واضحة، تفيد من خلالها نفسك ومن حولك، وتُخطط لمستقبلك بصورة صحيحة ومتقنة (تعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، وتعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا)، وتُحسن إدارة وقتك.

هذا أخِي الكريم: يقلل كثيرًا من هذه الأعراض التي تشتكي منها، وفي ذات الوقت أنا أرى ونسبة لأنك أصلاً تسمع أصوات القولون – وهذا تجْسيدٌ واضحٌ لأعراض ما يُسمى الأعراض النفسوجسدية.

– أعتقد أن مقابلة أو مقابلتين مع طبيب نفسي سوف تكون مفيدة جدًّا لك، وتناول أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف مثل: عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft) أو يُعرف تجاريًا أيضًا (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار يعرف تجاريًا باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride).

أعتقد أنك سوف تستفيد كثيرًا من هذين المركبين، فاذهب وقابل الطبيب، ومن جانبي أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً