الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابتليت بممارسة العادة السرية كثيراً، ما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب 21 سنة، كنت أمارس العادة السرية طول اليوم، ولكن دون أن أقذف، عبارة عن استثارة طول اليوم وربما تصل إلى 4 و 5 أيام حتى أقذف.

في نفس الوقت كنت أمارس الجنس مع فتاة بدون خلع الثياب، وفي يوم وجدت نفسي لا أستطيع المقاومة، وأني سأقذف لا محالة، فعرفت أنه ابتلاء من الله.

أريد أن أعرف كيف أتوب توبة يتقبلها الله مني؟ وكيف أعالج ما تلف لدي؟ وهل سيعود كل شيء كما كان أم أنه قضي الأمر وسأظل هكذا ولن أستطيع الزواج؟

أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك –ابننا- في موقعك ونحيى نفسك اللوامة التي دفعتك للكتابة إلينا، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونبشرك بأن الله هو غافر الذنب وقابل التوب لمن تاب وصدق وأناب، لكنه شديد العقاب على من تمادى وحاد عن الصواب، ونسأل الله أن يتوب عليك وأن يبعدنا وإياك عن غضبه والعذاب.

لا يخفى على أمثالك أن ربنا العظيم يستر ويستر، وهو يمهل ولكنه لا يهمل، فإذا لبس العاصي للمعصية لبوسها، وبارز الله بالعصيان هتكه وفضحه وخذله وحرمه، وقد يحال بينه وبين التوبة، انتبه لنفسك يا بني، فإنه (لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون).

الشريعة تحرم النظر للنساء وتمنع الخلوة بالنساء، ومن تجاوز هذه التدابير وقع في المحظور، واحمد الله الذي ستر عليكم وسلمكم، فلم يترتب على تلك الممارسة ما هو أخطر وأكبر.

نتمنى أن يكون لك درس وعظة في الذي حصل، ونذكرك بأن الشريعة لم تقل لا تزنوا فحسب، وإنما قالت: (ولا تقربوا الزنا) لأن الإنسان إذا اقترب فقد السيطرة، وإذا اختلى بالمرأة كان الشيطان هو الثالث؛ فماذا تتوقع من اثنين ثالثهما الشيطان ومعه داعية الشهوة كالبركان؟!

أما بالنسبة لصحتك الجنسية فإننا نؤكد لك أن بلوغ العافية مرتبط بالتوبة النصوح، وما عند الله من توفيق وخير لا ينال إلا بطاعته، واصدق الله يصدقك، وسوف يعود كل شيء إلى وضعه بحول الله وقوته.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بصدق التوبة إليه، وذلك بالإخلاص فيها لله، والصدق فيها مع الله، ثم بالتوقف التام والندم على ما فات، والعزم على عدم العودة، والتخلص من كل ما يذكرك بها، والإكثار من الحسنات الماحية.

من الضروري أن يكون يومك أفضل من أمسك، وغدك أفضل من يومك، ونسأل الله أن يثبتك ويوفقك، ويلبسك لباس العافية، وأن يمتعك بالحلال.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً