السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب دخلت في العشرين، أعيش في شرق شمال سورية، أدرس رياضيات سنة ثانية، مؤخرًا أصابني إحباط كبير أثر سلبًا على كامل حياتي، كنت دائمًا متفائلا نحو مستقبل أفضل خصوصًا في دراستي.
سأحاول الاختصار في حديثي لن أستطيع أن أوصل لك كل ما يدور في فكري في هذا السؤال، مستواي الدراسي مقبول جدًا، في العام الماضي نجحت في كل المواد إلا اثنتين، أما في هذا العام فلم أنجح في أي مادة غير اللغة الانكليزية فعليّ 13 مادة في مجموع الفصلين سأقدمها -إن شاء الله- في نهاية هذا الفصل، لكن لم تعد عندي العزيمة للدراسة.
في الحقيقة إن سبب تحميلي للمواد هذه هو بسبب الدراسة القليلة، وفي نفس الوقت سبب آخر إلا وهو أني أدرسهن لأجل أن أضمن معدلاً جيدًا؛ لأني في العام الماضي لم يكن يهمني المعدل.
الأمر السياسي يطغى علينا، فأنا الآن وغيري أصبحنا نخاف من أن نساق للخدمة العسكرية فقط للتدريب، وكما يقال: "تكاثرت الأسباب والموت واحد"، وأيضًا نحن وضعنا المادي ليس بالجيد جدًا، فكل أقراني الذين من عمري ذهبوا للعمل، لأنهم في الأساس لا يدرسون، لم ينجحوا في الثانوية، وكثيرًا ما توجه لي من قبل الأهل هذا الكلمات: "نحن درسناكم ولم نجعلكم مثل أولاد أعمامكم فيجب أن تجتهدوا" ومن هذا الكلام.
أبي لا يعيش معنا؛ لأنه ذهب إلى لبنان لكي يعمل، ومعه أخي الذي أكبره، أمي تجعلني دائمًا أشعر بالذنب، عندما تقول لي: (أشعر بحال أبيك الذي ضيع عمره من أجل مستقبلكم )؟ أنا قبل شهر كنت قد قدمت آخر مادة، وكلي أمل، وتفاؤل أن أقدم هذه المواد في الفصل القادم، أتيت إلى البيت، فحدثت مشكلة بيني وبين والدتي، ومن ذلك اليوم لم أدرس، وأصبحت مدمنًا على الانترنت، واضطربت حياتي.
أسعى أن أكون صداقات مع فتيات على النت، علمًا أني في الواقع ليس لدي أي صديقة، وخصوصًا في الجامعة، علمًا أني قد أعجب بإحدى الفتيات، لكني لا أظهر، ولا أحب أن أكون علاقات في أرض الواقع؛ لأني إلى حد ما ملتزم حتى أني لم أحادث أي فتاة من جامعتي.