السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة في الـ 21 من عمري، أعاني من شعوري العميق بالوحدة، وبنفس الوقت أخاف من التجمعات البشرية.
معاناتي ليست حديثة؛ فمنذ أن وعيت وأنا أعاني من هذا, في الحقيقة أنا أمتلك عينا جاحظة وبشرة بيضاء، بعكس بقية إخواني، وهذا ما يجعلني دائماً محل سخرية الجميع، كان الناس عندما يروني يخبرون أمي بأني لا أشبههم، وكانوا يسخرون من جحوظ عيني، حتى جعلوني أكره نفسي، وعلى هذا الحال كبرت.
ففي الابتدائية؛ كنت أحاول لفت الانتباه بكل الطرق لأجعل الفتيات يرغبن بصحبتي لكن لا أحد يحبني، ولا أحد يرغب بمرافقتي، لهذا بدأت بسرقة المال من أمي لأجل لفت انتباههن، وجعلهن يحببنني.
وعندما أصبحت في المتوسطة؛ كنت أجعل مصروفي كله تحت ملك صديقاتي، إن صح اعتبارهن صديقات أصلاً، كنّ يبقين معي لأجل هذا فقط.
وفي الثانوية؛ الوضع لم يتغير كثيراً، فقد كنت أجلس بمفردي غالباً، حتى وإن اجتمعت مع أحد أشعر بالنقص وأظل صامتة طوال الوقت، الجميع يشعر بالملل بالجلوس معي، ولا ألومهم على ذلك، لا أمتلك ردة فعل حماسية، وخجولة لحدٍ كبير، وأيضاً حساسة، فأقل كلمة تؤثر بي سلباً.
تخرجت من الثانوية؛ وبقيت في المنزل 4 سنوات، لا أخرج لمقابلة صديقاتي ولا لزيارة معارف، أشعر بالقلق إن أخبرتني أمي أن هناك مناسبة وعلينا الذهاب لمكانٍ ما، بجدية أكره هذا؛ حتى أني أصاب بالأرق ذلك اليوم.
الآن أنا أحاول التقدم للجامعة؛ لأني بدأت أشعر بالوحدة الشديدة والضياع، أشعر بأني أصبحت بعيده كلياً عن البشر، وأرغب في العودة للاختلاط بهم، أرغب بمصادقة الفتيات والتعرف على الكثير، فقد تعبت من الوحدة.
عندي أخت أصغر مني، ولكنها منشغلة بدراستها، وأمي دائماً منشغلة، وصديقاتي اللواتي تعرفت عليهن إلكترونياً جميعهن أصبحن بعيدات عني، لم يتبق لي سوى القليل، ولا أراهم، فقط نتواصل كتابياً.
حتى المحادثات الهاتفية الصوتية أكرهها، أعيش بتضارب بين الرغبة في التخلص من شعوري بالوحدة والخوف والرهبة من مقابلتي للناس.
أخاف من أن ينتقدني أحد ويسخر من منظري، أخاف من أني سأفشل في تكوين علاقات، وأبقى وحيده طيلة دراستي في الجامعة، أخاف من أن أشعر بالنقص في كل يوم أستيقظ فيه لمقابلة الآخرين، وبنفس الوقت أخاف من أن أترك هذه الفرصة وأبقى أسيرة للشعور بالوحدة.
أرجوكم ساعدوني بإيجاد حل لمشكلتي، فقد أرهقت في حياتي، حتى إنني أفكر دائماً بالانتحار، لولا خوفي من الله.
أمي دائماً ما تجبرني على الخروج معها، لأنها تعلم أني لا أخالط البشر، ولا أحد يعرفني، وهذا يجعلني أشعر بالضغط وأكره نفسي، ثقتي بنفسي سيئة مهما حاولت بنائها.