السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة مطلقة، لدي هموم تؤرقني وتقض مضجعي، وتجعلني أعيش خائفة، وأشعر بالهوان، ولا أتمنى لأحد من المسلمين أن يشعر بما أشعر به لأنه مرهق جدا.
تعرفت على أشخاص عبر الإنترنت، وأحيانا كنت أتكلم مع أحدهم ويطلب أن يراني عبر الكاميرا، فيغوينا الشيطان ونتكلم عن الشهوة حتى تنقضي شهوتنا، ولكن لم يحصل جماع حقيقي، أو تلامس أو حتى لقاء، وأعلم أن هذا ذنب كبير، وإثم عظيم، وقد تبت من ذلك، وعازمة على أن لا أعود إليه، وأسأل الله العظيم أن يقبل توبتي.
سؤالي: بعد أن كنت أقوم بهذه الأمور وتبت منها، أحسست بتأنيب ضمير شديد، وخوف من الله، وكنت مهمومة وخائفة، وكل أهلي لاحظوا عدم أكلي وشربي واكتئابي، وأنا في الأصل أعاني من الاكتئاب، وأتناول البروزاك منذ أيام المراهقة، ونفسيتي دائما هشة وخائفة، وفي يوم من الأيام كان الشيطان يوسوس لي أنني حتى بعد أن تبت وعلم أبي فإنه سيقتلني، وأبي -هداه الله- إنسان عصبي لا يتفاهم ولا يرحم، ولا حتى يحن، وأذكر أنني تأذيت من سوء معاملته منذ أيام طفولتي، حيث أنه كان دائم الشك بنا أنا وأخواتي منذ طفولتنا، وكان يضربنا بدون رحمة عند الخطأ، ولم أشعر يوماً بالأمان، وفي أيام المراهقة عانيت من اكتئاب شديد، ووساوس قهرية، وأخذتني أمي للطبيب النفسي، وأصر على أن أستخدم البروزاك، وكان أبي يرفض أن نأخذ الدواء بدون علمه، وكان الناس دائما يقولون: أعانكم الله على والدكم الشديد العصبي.
في يوم تقدم لخطبتي شخص ووافقت في البداية، وعقدنا القران ولم يدخل بي، وكان يتردد على بيتنا في وقت الملكة، وبعد معرفتي بشخصيته، وجدت في نفسي كرها ونفورا شديدا له، وحاولت مقاومة ذلك وتقبله لمدة أربع شهور، وكنت أحاول بكل جهدي أن أبعد شعور النفور قبل الزواج، ولكنني لم أستطع، وظل النفور في قلبي، فذهبت لأبي وقلت له: أنني أجد في نفسي نفوراً منه، ولا أستطيع أن أكون زوجته، وقد أظلمه في المستقبل، وقد لا أعاشره بالمعروف، فضربني، وقال: ماذا تريدين أن يقول الناس عنا؟ ولم يكن يهمه نفسيتي أو رأيي، ثم تم الزواج، ودخل بي لمرة واحدة، ولم أستطع معاشرته لما أجد في نفسي من كره، وبعد فترة أخبرته أنني لا استطيع معاشرته، وتم الطلاق.
لقيت تعنيفاً شديداً من والدي، ولم أجد الأمان عنده، وأحيانا أعرف أنه من الممكن أن يتهمني بشيء، ويؤذيني حتى قبل أن أعرف العلاقات المحرمة عن طريق الإنترنت، وكان دائم الشك لدرجة أنني عرفت أشياء لم أكن أعرفها، فشكه بي وبأخواتي منذ صغرنا قبل أن نفهم أي شيء (أننا كالعار)، وشدته وقسوته بعد طلاقي، كانت من عوامل وقوعي في الخطأ، ولا أبرر لنفسي فأنا موقنة بأنني آثمة، ولكن يا ليته كان أكثر تفهما لنا.
أرجو إجابتي على هذه الأسئلة:
1- هل ما فعلته من كلام في الزنا حتى إنزال الشهوة وبدون لقاء أو جماع حقيقي، هل هذا يوجب الحد؟
2- هل أنا محصنة؟ رغم موافقتي على زوجي وذهابي معه مكرهة؟
3- لدي وساوس قهرية أنني عملت الفاحشة، وأنه يجب أن أرجم، وأقتل، وأنني لا أستحق الحياة، وهذه المشاعر تؤلمني كثيرا، وتعطلني عن أداء مهامي اليومية، وعن شعوري بالحياة، ولم يعد عقار بروزاك يفيدني كثيرا، وأمي قلقه علي لأن وزني انخفض كثيرا، ولم أعد أشعر إلا بالهموم والخوف والهلع، أريد أن أعيش حياة طبيعية، ولا أخاف، وأصبح قوية خصوصا أنني تبت لله، ولكن الوساوس تقول لي: لا بد أن تقتلي وترجمي.
أفيدوني جزاكم الله خيراً.