السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشهر مبارك علينا وعليكم، جعلنا الله من صوامه وقوامه.
ليس لي بعد الله غيركم في طلب النصيحة، لأن موضوعي جارح ومؤذٍ، وأخاف أن يعلم به أحد.
منذ أن تزوجت وأنا أعاني من مشاهدة زوجي للمحرمات، صارت بيننا مصارحات، ومناقشات، وزعل، وبكاء، يجدي لمدة ساعة ثم يعود كل شيء كما كان.
زوجي طيب وذو خلق عال، لهذا لا زلت مؤمنة أنه سيعود للصواب يومًا ما، لكنني لا أدري متى؟
في رمضان علمني أهلي بأن التلفاز ممنوع، وربيت على هذه القاعدة المنطقية، لكن بيئة زوجي على العكس تماما، فالمسلسلات والبرامج تشكل دورًا أساسيًّا في برنامجهم الرمضاني، وأنا لا أعترض، ولن أمنعه من متابعة مسلسل أو اثنين تدور أحداثهم حول الكوميديا مثلاً، وبرنامجًا ثقافيًّا، ولا أريد الاعتراض تبعًا للمقوله: "إذا أردت أن تطاع فأمر بالمستطاع"، لأنه من المستحيل عنده ترك التلفاز، لكن مشاهدة المسلسلات التي ليس لها هدف غير عرض أجساد النساء، فأنا لن أسمح أبدا، زوجي لم يكتف بهذا وحسب، بل أجده يبحث عن نساء عاهرات ويرى ما يبدين وما لا يخفين، ما استحى من ربه في هذا الشهر الفضيل، ولم يحترمني، وهذا الأمر يجرحني.
انتقلنا لمنزل جديد بدولة أخرى منذ أربعة أشهر تقريبًا، ولم نشتر جهاز التلفاز بعد، وكنت سعيدة لقضاء رمضان بلا تلفاز، لكنه يشاهد ما يحلو له عبر جهاز اللاب توب الخاص بي، والمضحك أنه يشاهد ما يشاء ثم يحذفه من سجل المشاهدة لعلمه أن هذا المقطع دنيء ومخجل أن يراه، وليتخلص من الاصطدام معي، علماً أن زوجي لا يحب النقاشات ولا أي صدام فهو شخصية مسالمة.
في الأمس كان جالسا بجواري، بحيث لا يمكنني رؤية الهاتف الذي بيده، لكني أسمع أصوات النساء في المقاطع التي يشغلها، فسكت ومسكت هاتفي وفتحت مقاطعا لشباب فارغ يصنعون مشاهد كوميدية ونحوها، فأنا أعلم أنها تقهره وتثيره، وبالفعل قال: ما رأيك أن تتركي الجوال ورؤية هؤلاء الشباب التافهين وتجلسي معي؟ ثم قلت : هل انتهيت من رؤية النساء؟ فسكت، علما أنها المرة الأولى التي أتكلم بها بهذه الطريقة، ولكنني أردت أن أذيقه ما أذاقني، فهل هذا خطأ؟
أنا مغتربة عن أهلي والغربة منهكة جدا، وحامل في الشهر الثالث، وأشعر بتعب شديد جسدي ونفسي، ماذا أفعل؟ كيف أتصرف معه؟ وهل تجدي الصراحة والعتاب للذين مثله يكرهون المواجهة ولا يتحملونها؟
وشكراً.