السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر الله القائمين على هذا الموقع، والشكر الخاص للدكتور محمد عبد العليم؛ لأمانته، وشديد نصحه، لا حرمه ربي الجنة.
قبل أن أبدأ بشرح حالتي أود أن أسأل هل الأمراض النفسية تعتبر مزمنة؟ وهل تستمر مع الإنسان طوال حياته؟ وهل الإنسان حين يصاب بقلق أو اكتئاب أو نوبات هلع؛ ممكن أن يتطور الأمر معه ويصل إلى الجنون أو الانفصام كما يسمى بالطب النفسي؟ حقيقة هذا التساؤل يؤرقني كثيراً.
أما حالتي فقد أصبت قبل عامين بمرض نوبات الهلع، وتعالجت منه بأخذ دواء سيبراليكس لمدة 7 أشهر، وكانت مع متابعة طبيب نفسي، وبعد أن استقرت حالتي -ولله الحمد- انقطعت عن العلاج بأمر من الطبيب نفسه، ومضى لي منذ ترك العلاج ما يقارب السنة والنصف، وبعد تركي للعلاج بثلاثة أشهر أتتني نوبة الهلع، ولكن لم تؤرقني، تأتي لساعات ثم تمضي، وهكذا الأمر معي، كل 3 أو 4 أشهر تأتيني.
أصبحت متوائماً معها، حتى أتاني قبل 3 أشهر شيء غريب، ألم في الرأس والأذن، وكنت أعلم يقيناً أنه نوع من القلق، لكني لم أستطع أن أشخص حالتي، هل هي نوبة هلع أم ماذا؟ ولم أستطع أن أذهب إلى أي طبيب نفسي؛ لأني كنت خارج بلدي، وأخشى حقيقة أن أذهب إلى طبيب نفسي لا أعرفه.
لكن حالتي هذه كانت مغايرة تماماً عن أعراض نوبات الهلع التي تأتيني دائماً، لا ضربات في القلب، لا شعور بالإغماء، لا رجفة، إنما كان يأتيني هو خوف من الأمراض الخطيرة، مع قلق واضح غير مبرر، ومع لسعة كهرباء في الأذن، وحزن شديد على حالي، وكنت لا أستطيع أن أنام من الخوف وآلام الرأس والأذن، وأبكي لعدم خلودي للنوم، مع شعور بالضيق، ولأني ذهبت لإجراء بعض الفحوصات عند أطباء مختصين بالدماغ، وكانت التحاليل سليمة ولله الحمد؛ لأن غالب ما يأتيني كان بالرأس.
أشعر بأصوات كالكهرباء، ليس دائماً، وعند سماعي أي صوت كالكهرباء أو صوت الذباب مثلاً أبدأ أقلق، وأشعر وكأن هذا الصوت من رأسي، حقيقة لم أستطع أن أسيطر على نفسي؛ ولأن هذه الحالة أثرت علي، وعلى دراستي، وعلى نومي، وحالتي النفسية، وكذلك على حياتي بشكل عام.
ذهبت إلى الصيدلية، وأخذت علاج السيبراليكس عيار 20 غرام، وبعد 3 أيام تحسنت وبدأت أشعر بالتحسن قليلاً ولله الحمد، وما زلت في تحسن بفضل الله، واستمريت على عيار 20 غراما لمدة شهرين و10 أيام تقريباً، حتى رجعت لبلدي، فذهبت إلى طبيب نفسي، فخفَّض الجرعة إلى 10 غراما، وما زلت على 10 لأكثر من 3 أسابيع.
والآن مضى على العلاج أكثر من 3 أشهر، 70 يوما، عيار 20، ومنذ ثلاثة أسابيع خفضتها إلى 10 غراما، لكنه قال لي: بما أنك استخدمت العلاج مرة أخرى فاستمر بالعلاج لمدة سنة ونصف، أو سنة، وليس 6 أشهر، وهذا الأمر أقلقني حقيقة، علماً أن حالتي الآن مستقرة تماماً ولله الحمد.
سؤالي: ما تشخيصي بالضبط؟ وهل ما فيَّ يعتبر أمرا يعيق استكمال حياتي، من دراسة، وزواج؟ وهل سيستمر معي طوال حياتي هذا الأمر؟ وهل صحيح أنه كلما تركت العلاج ترجع لي هذه الحالة؟
أفيدونا أثابكم الله.