الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني رجل يتهاون في صلاته ويدمن تناول القات

السؤال

السلام عليكم ورحمة لله وبركاته

أنا فتاة أبلغ من العمر (31) عاما، تأخر نصيبي في الزواج إما بسبب رفضي بحجة عدم توافر الشروط المناسبة في الشخص الذي يتقدم لي، أو بسبب رفض والدي في بعض الأحيان.

أنا مؤمنة قبل كل شيء بالقدر والنصيب، فكل شيء مكتوب، والآن وبعد أن أنهيت تعليمي، وتوظفت بوظيفة مناسبة، صرت أسعى للبحث عن زوج مناسب، وذلك من خلال الخطابات في وسائل التواصل الاجتماعي.

تقدم لخطبتي شخص يبلغ من العمر (39) عاماً، متزوج وله خمس بنات، وسبب سعيه للزواج من ثانية رغبته بأن يرزق بمولود ذكر، لكنني اكتشفت أنه غير مهتم بالصلاة ويتهاون بها كثيراً، ويفوت بعض الفروض، أو يجمعها، وهو رجل مدخن، ويتعاطى ما يسمى بالقات، أو ما يعرف بالتخزين عند أهل الجنوب، وضعه المادي ضعيف، وقد اشترط أن أستمر في وظيفتي، وأن أتحمل بعض المسؤوليات المادية وأساعده فيها.

أنا شخصية مختلفة تماماً، فأنا أحافظ على صلاتي، ومتمسكة بالنوافل، وملمة بجميع أمور ديني، وأصنف بأنني محافظة دون تشدد، لكنني في حيرة، فالعمر يمضي، وأنا بحاجة للزواج والستر، بلغت الثلاثين من عمري، وأنا فتاة عادية جداً، لست جميلة، وقد قل عدد الخطاب الذين يتقدمون لي.

سؤالي هو: هل أوافق وأقبل بهذا الخاطب، وأعمل جاهدة بعد الزواج إلى تغييره، وأحثه على الصلاة دائماً، والتقرب إلى الله أكثر، وأسعى إلى مساعدته في ترك وتعاطي ما يسمى بالقات، بسبب أضراره الكثيرة مادياً وصحياً -فالمتعاطي يصعب عليه تركه بعد الإدمان والتعود عليه، علماً أنه ليس صغيراً حتى أقنعه بسهولة ويستجيب لي-؟ استخرت الله كثيراً، فهل أوافق أم أرفض؟

أنتظر منكم الرد السديد، وجزاكم الله خيراً، ولكم خالص الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا العزيزة- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك ثقتك فينا، ونسأل الله تعالى بأسمائه وصفاته أن يُقدِّر لك الخير حيث كان، ويُرضِّيك به.

قد أحسنت حين استخرت الله تعالى ولجأت إليه، ونرجو الله تعالى ألا يذهب هذا سُدىً، فإن الله تعالى أرحم بك من نفسك، وأعلم بمصالحك، فداومي على اللجوء إليه والاستعانة به، والزمي تقواه، فإنه من يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب.

بخصوص هذا الخاطب فتفويته للصلوات بلا شك ذنبٌ كبير، ولكن إذا كنت ترين أن الفرص بالنسبة لك نادرة فنحن ننصحك بأن تُشاوري العقلاء من أهلك، وتتدبَّري معهم إمكانية إصلاح هذا الرجل، ويمكن من خلال السؤال عنه معرفة أخلاقه وسلوكه، فإن كثيرًا من الرجال يمكن أن يتعدَّل، فإذا رأيت أن إمكانية تعديله واردة فنصيحتنا لك أن تستخيري الله تعالى ثانيةً، وتُقدمي على الزواج.

نسأل الله بأسمائه وصفاته أن ييسِّر لك الأمور، ويفتح أمامك أبواب الخير، ويرزقك الرزق الحسن.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً