الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد الولادة فقدت رغبتي الجنسية مع زوجي وصرت أكرهها، أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أبلغ من العمر (30) عاما، متزوجة ولدي طفلان، بعد ولادتي للطفلة الثانية صرت أعاني من البرود الجنسي، فأنا أكره الالتقاء الجنسي، بل أصبحت أكره زوجي، ومنذ خمسة أشهر توفي جارنا، فبدأت أقرأ عن الموت، قرأت كتبا كثيرة لعلماء عظماء، فأصبحت الحياة عندي بلا قيمة، وقد بدأت مشكلتي حينما استيقظت يوما للصلاة وأحسست بالدوخة والرعشة، ونفسي كاد يتوقف، وأطرافي أصبحت مثل الثلج، كأنني أموت حقا، مرت تلك الليلة بصعوبة، وعندما استيقظت زال كل شيء.

تكررت الحالة لأكثر من مرة، وذهبت لأطباء الباطنة والقلب، وأجريت كل التحاليل اللازمة، وكلها سليمة، حتى تحاليل الهرمونات، أنا الآن في حالة صعبة، ولم تعد حالتي كالسابق بعدما قرأت عن مرض الهلع، ما زلت أخاف من الليل، وأحس بالاختناق، وعلاقتي بزوجي أصبحت أسوأ، فهل هناك علاقة بين الهلع وعلاقتي مع زوجي وحالتي النفسية من قلق وتوتر ووساوس دينية؟ ماذا أفعل؟ أرجوكم أفيدوني فأنا أموت كل يوم، وأريد الانفصال من زوجي، ولكن يمنعني وجود الأطفال، فهل من علاج؟

وجزاكم الله خيرا، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ dr vet حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أتفهم معاناتك -يا ابنتي-، ولقد خطوت الخطوة الصحيحة على طريق الشفاء -بإذن الله تعالى-عندما قمت بمراجعة الأطباء, فهذا أمر ضروري من أجل التأكد من عدم وجود مرض عضوي، يسبب لك هذه الأعراض, فالآن تم التأكد بأن الحالة عندك هي ليست حالة عضوية, أي ليست بسبب مرض في أي عضو من أعضاء الجسم, بل هي ناتجة حالة نفسية.

وكون الأعراض عندك ظهرت بعد ولادة طفلك الثاني مباشرة, فهنالك احتمال لأن تكون هنالك علاقة بين الأمرين -أي بين الحمل والولادة- وبين الحالة التي أصابتك, ومن ضمنها فقدان الرغبة الجنسية , فمن المعروف بأن أكثر سبب يؤدي إلى فقدان الرغبة الجنسية عند النساء هو الحالة النفسية, ومن المحتمل أن يكون قد حدث عندك ما نسميه (اكئتاب ما بعد الولادة) مثلا, ثم تفاقمت الحالة بسبب مرورك بظروف أخرى, وبالعلاج المناسب قد تتحسن الأعراض عندك -بإذن الله تعالى-, وسيفيدك في هذا مستشارنا النفسي الفاضل الدكتور محمد عبد العليم -حفظه الله تعالى-.

أسأل الله -عز وجل- أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

++++++++++++++++++++++++
انتهت إجابة: د. رغدة عكاشة ... استشارية أمراض النساء والولادة وأمراض العقم.
تليها إجابة: د. محمد عبد العليم ... استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
++++++++++++++++++++++++

نشكر لك الثقة في إسلام ويب، وأقول لك: هوِّني عليك، فالأمر لا يتطلب أبدًا أن تطلبي الانفصال أو الطلاق، هذا أمرٌ مستحيل من وجهة نظري، الصعوبات الجنسية التي تُقابلك، وكذلك الأعراض النفسية متداخلة مع بعضها البعض، فقلق المخاوف الوسواسي هو الذي يُهيمن على تفكيرك، والنفور الجنسي الذي حدث لك من بعد ولادة طفلتك الثانية ربما يكون له علاقة كبيرة بحالتك المزاجية، وفي ذات الوقت القلق والوسوسة قد لعب فيه دورًا.

أيتها الفاضلة الكريمة: نصيحتي لك أن تذهبي إلى الطبيب النفسي، وأنت تعيشين في مصر، ومصر بها -الحمد لله تعالى- أطباء متميزون، كل الذي تحتاجينه هو تناول أحد الأدوية الفاعلة لعلاج قلق المخاوف الوسواسي، ومن أفضلها عقار يعرف تجاريًا باسم (زولفت Zoloft)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline)، أو عقار يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس Cipralex)، ويعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram)، أدوية جميلة، ورائعة، ومُحسِّنة للمزاج، ومُزيلة للهلع وللقلق وكذلك الوسوسة بالتأكيد.

فاذهبي إلى الطبيب، وابدئي في تناول العلاج الدوائي -وإن شاء الله تعالى- خلال فترة قصيرة جدًّا سوف تحسِّين بمردوده الإيجابي، وفي ذات الوقت جاهدي نفسك على رفض هذا الفكر السلبي، وانظري إلى حياتك الطيبة الجميلة المليئة بالإيجابيات، فأنت زوجة، وهبك الله تعالى الذرية، فلا تنسي هذه الجماليات العظيمة في حياتك، ويجب ألا تدعي طريقًا أو مجالاً للفكر السلبي ليسري في نفسك، لا.

الوساوس الدينية تُعالج أيضًا من خلال الإغلاق التام عليها، وتحقيرها، وعدم الدخول في تفاصيلها.

اشرحي لزوجك الكريم مشاعرك، هذا أمر جيد، دون أن تُثيري فيه الرعب أو الخوف، وأنا متأكد أنه سوف يُساندك كثيرًا.

علاقتك الجنسية: اجتهدي من خلال أن تجعلي خيالك الجنسي أكثر خصوبة -مهما كانت مشاعر التوتر موجودة- من خلال إغمار الخيال الجنسي -إن شاء الله تعالى- تتحسَّن المعاشرة الزوجية، وطبعًا تناول الدواء سيكون له أثر إيجابي عليك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً