الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطوات عملية تساعد على التخلص من الأمراض النفسية

السؤال

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أحييكم على المجهود الرائع الذي تقدمونه للناس، جعله الله في ميزان حسناتكم.

أما بعد: أرجو منكم المساعدة والنصيحة، أنا من مصر، عمري 30 عاما، وأعمل في السعودية، حدثت لي وعكة صحية بسيطة في رمضان قبل السحور، عندما كنت أدخن بشراهة قبل الصيام، أحسست بعد التخدين فجأة أن نفسي اختنق، وزغللة بالعين، ورعشة، وتسارع ضرابات القلب، وتعرق ودوخة، وأحسست بأنها النهاية.

ذهبت إلى المستشفى، وقال لي الدكتور أنه التهاب بالقصبة الهوائية، وتعافيت والحمد لله بعدها، وبعد 10 أيام تقريبا حدثت لي نفس الأعراض، واختفت وتوالت هذه الأعراض على فترات متباعدة، حتى أصبحت يوميا ولا أرتاح حتى أذهب إلى المستشفى، وتأتي عند التفكير بها، وتفكيري بأني سأموت الآن، ساءت الحالة النفسية جدا، وارتفع ضغط الدم حتى وصل إلى 160 /100 في يوم، وبعدها أصبح طبيعيا.

الآن عملت تحاليل دم للغدة الدرقية، وهيموجلوبين، وكلوسترول، وكله تمام والحمد لله، ورسم قلب، وإيكو، والحمد لله كله بخير، وأشعة على الصدر، ولكن يوجد عندي دهون ثلاثية مرتفعة، وبعدها ارتحت قليلا، وأصبحت تأتيني خفيفة، وأشعر بتنميل في الرأس، وخصوصا بعد الاستيقاظ من النوم، وعندي كسل، وعدم الرغبة بالطعام، ولون البول أصفر فاتح جدا، يميل للبياض، وأخاف أن يكون القلق سبب لي آثارا عضوية، وأصبح لدي إحساس بالموت، وخوف من أن لا أرى ابنتي.

علما بأن إجازتي في شهر 1 ميلادي، وأعود لبلدي، علما أني مدخن، وطولي 178، ووزني 105 كيلو.

أعتذر على الإطالة، وأرجو المساعدة لأن حالتي النفسية سيئة جدا.

ملاحظة: تختفي جميع الأعراض عند عدم التفكير في هذه المشاكل، وأصبح بحالة جيدة، لكن عند مجرد حضور الفكرة تأتيني الأعراض، والحمد لله الجيد في الموضوع أني تقربت لله، وأصبحت ملتزما بالصلاة والدعاء.

شكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ amin mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا جزيلاً لك على ثنائك على هذا الموقع، وما نُقدِّمه من جُهدٍ يسير، وواضح جدًّا -يا أخِي الكريم- أنك أصبت بنوبة هلع، حتى وإن صاحبتها -كما ذكر الطبيب- بعض المشاكل في القصبة الهوائية، ولكن وصفك بهذا الشكل هي نوبة هلع، وهي اضطراب نفسي، وأصبحت تُعاودك بعد ذلك، فإذًا أنت أُصبت باضطراب الهلع؛ لأن اضطراب الهلع يعني تكرار نوبات الهلع، وصارتْ تتكرر عليك النوبات، وكل مرَّة تذهب إلى المستشفى لمحاولة إجراء الفحوصات الطبية.

اضطراب الهلع -يا أخِي الكريم- اضطراب نفسي، وليس عضويًا، ولذلك كل الفحوصات تكون سليمة، وعليه نرجو أن تتوقف عن الذهاب إلى العيادات أو المستشفيات؛ لأن هذا يُدعِّم الاضطراب ولا يُساعد في علاجه، وكما ذكرتَ أيضًا عند عدم التفكير فيه أو الانصراف عنه تَقِلُّ النوبات بصورة كبيرة.

فالذهاب إلى المستشفى أو المختبرات الطبية وتكرار الفحوصات هذا يُدعم المرض، وينشغل الشخص بالتفكير فيه، ولذلك يتكرر ويتوهم الإنسان بالمرض حتى وإن أثبتت الفحوصات له؛ لذلك الأفضل هو التجاهل والتوكل على الله، والعلم بأنه ما أصابك لم يكن ليُخطئك، وما أخطأك لم يكن ليُصيبك، وأن من توكل على الله فهو حسبه.

الشيء الآخر: أنصحك بالتوقف عن التدخين، لأن التدخين مُضر وليس له فوائد تُذكر، بل هو مُضِرٌّ ومُسببٌ للكثير من الأمراض، وقد يكون من بينها ارتفاع الدهون التي ذكرته، والتدخين من الخبائث وليس من الطيبات، والخبائث حرمها الله تعالى، كما في قوله تعالى حاكيًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: {ويُحلُّ لهم الطيبات ويُحرِّمُ عليهم الخبائث} وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا ضرر ولا ضِرار)، وأن الله تعالى قال: {ولا تُلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.

فيجب أن تتوقف عن التدخين أيضًا اليوم قبل غدٍ، وأنت في الاستطاعة، تستطيع ذلك، لأن ما حرمه الله تعالى هو في الاستطاعة، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أمرتكم بأمرٍ فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن أمرٍ فانتهوا) ولم يقل في الانتهاء (ما استطعتم)، وقد قال الله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}.

حاول أن تقوم بإجراء:
• ممارسة الرياضة، مثل رياضة المشي مثلاً لمدة نصف ساعة يوميًا، أو إجراء بعض التمارين الرياضية في المنزل يوميًا أيضًا، لا بد من الاستمرار عليها.

• تمارين الاسترخاء النفسي، الاسترخاء بواسطة العضلات مثل تمارين الـ (يوجا) مثلاً، أيضًا تُساعد على الاسترخاء.

• الاسترخاء بأخذ نفسٍ عميق ثم التخلص منه عدة مرات في اليوم.

• المداومة على الصلاة والحافظ عليها، وقراءة القرآن والذكر، كلها تؤدِّي إلى الطمأنينة.

كما يمكنك تناول بعض الأدوية التي تُساعد في علاج نوبات الهلع والقلق معًا، فدواء مثل الـ (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام Escitalopram) عشرة مليجراما، تبدأ بنصف حبة -أي خمسة مليجراما- لمدة أسبوع، ثم حبة يوميًا (عشرة مليجراما) بعد ذلك، بعد الأكل، بعد الإفطار مثلاً، وإن شاء الله تعالى سوف يأتي مفعولها في خلال ستة أسابيع إلى شهرين، ويمكن الاستمرار في تناول الدواء حتى تختفي هذه الأعراض تمامًا، فيمكنك أن تستمر في تناوله لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر.

نسأل الله لك دوام العافية، وإن شاء الله تعالى تذهب إلى مِصْرَ وتستمع بلقاء ابنتك ولقاء الأهل.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً