السلام عليكم ورحمة وبركاته.

أنا فتاة عمري 26 سنة، أعمل معلمة، أعاني من تقدم الفك العلوي والأسنان، وأرغب في عمل تقويم للأسنان، فقال لي الدكتور: أن التقويم يكون لإرجاع الأسنان فقط، ولا بد من إجراء عملية لإرجاع الفك العلوي، فما النتائج المتوقعة بعد التقويم، وهل تقدم الفك العلوي يؤثر على النطق؟ خاصة أنني معلمة.

أعلم أن العلم قد تطور، فهل من الممكن إرجاع الفك بدون جراحة؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أهلا بك -أختي الكريمة- في موقع استشارات إسلام ويب.

إن تقويم الأسنان هو: إجراء يهدف لإعادة العلاقة الصحيحة بين عظام المركب الفكي الوجهي مع بعضها من جهة، وعلاقتها مع الأسنان من جهة ثانية، إضافة إلى تحقيق إطباق صحيح للأسنان مع بعضها البعض، ويجب أن يتم دراسة الصور الشعاعية للرأس والفكين (السيفالومترية والبانورامية)، لتحديد علاقة الفكين مع بعضهما، وتقييم الخلل، هل هو على مستوى عظام الفك، أم على مستوى الأسنان؟ لتحديد العلاج الصحيح.

أختي الكريمة، إن المشاكل المتعلقة بعظام الفك (تقدم أو تراجع الفك العلوي أو السفلي _ انحراف الفك)، يجب أن يتم علاجها تقويماً قبل عمر 18 سنة، وقبل اكتمال نمو العظام وتمعدنها الكامل، ويفضل أن يكون بعمر مبكر 5 سنوات (باستخدام الأجهزة التقويمة الخارج والداخل الفموية).

أما بالنسبة لحالتك -أختي الكريمة- فالتقويم سوف يكون على مستوى الأسنان فقط، ويكون بتحريك الأسنان، وتعديل محور ميلانها، للوصول إلى النتيجة النهائية بعد التقويم، وهي تحسن إطباق الأسنان، وإغلاق المسافات، أو الفتحات بين الأسنان مع بعضها البعض، وإغلاق الفتحة أثناء الإطباق بين الفكين، وسيؤدي بالنتيجة إلى تحسن النطق لديك، وستشعرين بالفرق أثناء الكلام أو التبسم, ولكن المنظر الجانبي أو شكل الوجه لن يتأثر، كون هذا المنظر الجانبي يكون للعظام، وبروزها دوراً هاما في رسم ملامحه، وللأسنان دور بسيط قد لا يذكر.

ولذلك -أختي الكريمة-، من الأفضل أن تقومي بإجراء العلاج التقويمي مترافقاً مع العلاج الجراحي، والذي يكون بسيطاً، ويكون العمل الجراحي من داخل الفم، فلا داعٍ للخوف، وخصوصاً إذا علمتِ أن النتيجة التي ستحصلين عليها ستكون مرضية لك كثيراً بإذن الله، ومن الطبيعي -أختي الفاضلة- أن يؤثر سوء إطباق الأسنان، أو تقدم الأسنان والفك على النطق، كون هناك بعض الأحرف مثل السين والصاد والزاي، وسيحسن النطق مع التدريب بعد الانتهاء من العلاج.

بالتأكيد -أختي الكريمة- إن العلم يتطور، ولكن بالنسبة للأمور الجراحية، يكون التطور على مستوى الأجهزة والتقنيات المستعملة لإتمام أي عمل جراحي بأقل شق ممكن، وأقل آثار جانبية، وبحيث يكون أكثر راحة للمريض والكادر الطبي معاً.

أختي الكريمة: يجب عليك أن تفهمي أن سبب الإشكال لديك هو النمو الزائد لأحد عظام الفكين، أو ضمور في الفك المقابل، ولا يظهر هذا الخلل إلا عن طريق دراسة الصور الشعاعية لتحديد المسبب، وعليه من الصعب في عمرك تصحيح المشكلة بالطرق المحافظة غير الجراحية، كونك قد تجاوزت فترة النمو، وأخذت العظام لديك تمعدنها وتشكلها الدائم، ومن الصعوبة بمكان أن يكون تصحيح البروز لديك بطرق غير جراحية، ومهما تطور العلم لا يكون الخيار العلاجي لديك إلا جراحياً، ولكن بطرق مختلفة متعلقة بالأدوات المستعملة، والتكنيك الجراحي المتبع.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، مع أطيب الأماني.