الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحوني بالاستمرار على الزولفت مهما كانت الأعراض؟

السؤال

السلام عليكم

أنا صاحب الاستشارة رقم (2302034) أشكركم على الإجابة على استشارتي وأشكر موقع إسلام ويب.

أنا مستمر على تناول الزولفت لمدة شهر، وفي خلال يوم أو خلال ساعة واحدة هناك أوقات أشعر فيها بعدم الارتياح، ولا يقلقني شيء، وأوقات أخرى من نفس اليوم أو الساعة أشعر بنكسة، وهي: خوف وهلع وقلق من لا شيء!

ما سبب ذلك؟ وعندما أنتكس أشعر بقشعريرة في جميع جسمي، وأستيقظ في الليل، ويكون هناك خدران في أطراف اليد، ولا أريد تغيير الزولفت إلا إذا اضطررت، لأني لدي تجربة سابقة معه، ولم يحدث لي هذه الأعراض من قبل.

هل هذه الأعراض بسبب دواء زولفت؟ وهل تدوم مع استخدام الدواء؟ يعني عندما أستخدم الدواء مثلاً سنة كاملة هل تستمر الأعراض الجانبية مثل فقدان الشهية وفقدان الرغبة الجنسية مثلاً؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك تواصلك معنا في استشارات إسلام ويب.

أخِي الكريم: هذه التقلبات المزاجية وظهور القلق ثم الارتياح، فالإنسان ساعة وساعة، حتى الوجدان يتذبذب ويتغيَّر ويتأرجح، ومكونات الشخصية وحساسيتها وطريقة استقبال الأعراض النفسية من حيث تضخيمها أو تحقيرها أو تجسيدها أو التركيز عليها، هنا الناس يتفاوتون بدرجة كبيرة جدًّا، وأعتقد أن صفة اليقظة النفسية متوفرة لديك بدرجة كبيرة جدًّا للدرجة التي جعلتك تتحسَّس الأعراض شديدها وخفيفها وسلبيها وإيجابيها.

موضوع القشعريرة التي تحدث في الجسم، وهنالك خدران في اليد: هذه أعراض نفسوجسدية، القلق كثيرًا ما يُعبَّر عنه بأعراض جسدية، لا يوجد لها أي أساس عضوي، ويا أخِي الكريم: أنا شخصيًا أرى أن مشكلة الـ (لوكستونيل lexotanil) جسَّدتْ وضخمت لديك الأعراض التي تشتكي منها، الدواء لطيف جداً حين يتم تناوله، وخبيث جدًّا حين يتم الانقطاع عنه أو تخفيفه، لكن - إن شاء الله تعالى - تتخلص من هذه المشكلة.

الـ (زولفت Zoloft) قطعًا لم ولن يُساهم أبدًا في الأعراض التي تحدثت عنها، الزولفت علاج ناجع وعلاج جميل، وهو يتمتع بدرجة عالية جدًّا من النقاء، فاستمر عليه، وإن شاء الله تعالى تنتفع به دون أي مشكلة، وأرجو ألا تعري أو تُرجع الأعراض الجانبية للزولفت، أبدًا ليست من الزولفت.

فيما يتعلق بفقدان الرغبة الجنسية: هذه في بعض الأحيان يكون الزولفت عاملاً فيها، لكن في حالتك أعتقد أننا إذا أخذنا الأمر بكلياته يرجع الأمر لحالة القلق والتذبذبات المزاجية التي تعاني منها.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً