السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تمارين العلاج الطبيعي للدوار من الأذن الداخلية ضرورية للعلاج أم أنه مجرد مساعدات للعلاج والحالة تشفى تلقائيا؟ وما قضية كريستالات الكالسيوم هل يعاد امتصاصها بالأذن الداخلية تلقائيا مع الوقت؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تمارين العلاج الطبيعي للدوار من الأذن الداخلية ضرورية للعلاج أم أنه مجرد مساعدات للعلاج والحالة تشفى تلقائيا؟ وما قضية كريستالات الكالسيوم هل يعاد امتصاصها بالأذن الداخلية تلقائيا مع الوقت؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسامة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الدوار الذي يكون سببه من الأذن الداخلية يكون ناتجاً عن تحرك كريستالات خاصة توجد في الأذن الداخلية، من المفترض أن تكون ضمن مادة جيلاتينية على جدران الأذن الداخلية في مواقع معينة، فعندما تفلت هذه الكريستالات وتدور في سوائل الأذن الداخلية مع حركة الرأس تسبب تنبيها لعصب التوازن، وبالتالي يحس المريض بهذا الدوار.
ليس من الغريب أن تفلت بعض الكريستالات من مكانها على مدى حياة جسم الإنسان ونشاطه، ولكن من المدهش أن الله جعل لهذا الجسم قدرة التعافي الذاتي، حيث إنه وبعد فترة تختلف من مريض لآخر تعود هذه الكريستالات لتلتصق مكانها أو يتم امتصاصها بآلية ليست معروفة تماما وتختفي أعراض الدوار.
الأدوية التي تعطى في هذه الحالة هي غالبا دواء بيتاسيرك 16 ملغ حبة مرتين لثلاث مرات يوميا، وهذا الدواء يزيد جريان الدم حول الأذن الداخلية ويهدئ الدوار، وإنما هو ليس علاجا مباشر لحالة الدوار التي يسببها حركة الكريستالات في سوائل الأذن الداخلية؛ حيث إن شفاء هذه الكريستالات يتم عفويا كما ذكرت، وأما الدواء فهو مساعد فقط، ما يفيد أكثر لهذه الحالة هو تمارين العلاج الفيزيائي، والتي تتمثل بتمارين الوقوف والمشي مع إغماض العينين، هذه التمارين تهدف لتنشيط الدماغ بحيث يتكيف مع وضع الأذن الطارئ لحين عودة نشاط هذه الأذن لسابق عهده والذي قد يستغرق أسابيع إلى أشهر.
تلخيص سريع لهذه التمارين أذكره كما يلي:
تجرى التمارين في غرفة واسعة بعيدة عن أي حافة حادة، وذات أرضية طرية نوعا ما، وبحيث يحيط بالمريض من يقدر على مساعدته إن وقع على الأرض أو اقترب من السقوط، التمرين عبارة عن تجربة الوقوف مع إغماض العينين لفترات متزايدة، ثم تجربة المشي لخطوة نحو الأمام، ثم الرجوع خطوة للخلف مع إغماض العينين، ثم المشي لخطوتين مع الرجوع، ثم ثلاث مع الرجوع، وجميعها أثناء إغماض العينين. في حال استمرت الدوخة ولم يحدث التحسن التدريجي لا بد من إجراء تصوير للرأس بالرنين المغناطيسي، وإجراء استشارة عصبية ( لنفي الأمراض العصبية المركزية في الدماغ وجذعه )، واستشارات داخلية ( سكري، ضغط، اضطراب شوارد وفيتامينات ..إلخ )، واستشارة عينية ( اضطرابات البصر قد تسبب الدوار )، واستشارة عظمية ( اضطربات عضلات وفقرات الرقبة قد تسبب الدوار ).
مع أطيب الرجاء بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.