السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة عمري ١٦ سنة، في الصف الحادي عشر -والحمد لله- كنت من المتفوقين جدا في دراستي، لكن قبل انتهاء الصف التاسع بشهرين تقريبا، تغيرت كثيرا، ولم أعرف ما السبب الذي جعلني أتغير (للأسوأ)؟ حيث أصبحت كسولة جدا، لا أدرس، ولا أفعل أي شيء يفيدني، أصبحت طول الوقت جالسة هكذا لا أفعل شيئا، وأشعر بكسل وتعب، وإرهاق طوال الوقت، استمريت على هذا الحال للصف العاشر، كنت أقنع نفسي أنها مرحلة وستمر -إن شاء الله- لكنني استمريت على هذا الحال، وابتعدت عن ربي، بعدما كنت قريبة منه، ابتعدت كثيرا، وبدأت أقلل من قراءة القرآن، لدرجة أنني الآن لا أقرأ إلا صفحة واحدة في اليوم.
كان لتكاسلي، ونزول مستواي في المدرسة، أثر نفسي كبير بعد أن كنت من المتفوقين، والكل من أصدقائي وزملائي في المدرسة بدأ يستغرب ويلاحظ هذا الشيء.
أصبحت غير مبالية، وأشعر بالكسل والخمول والإرهاق، وأشعر بالفراغ طوال الوقت، وكل الأهداف والطموحات التي كانت لد اختفت، وأريد أن أرجع لذاتي القديمة، فأنا في صراع داخلي مع نفسي طوال الوقت، فقد كان لدي هدف كبير وعظيم جدا في السابق، أما الآن فلا أسعى له، وأظل جالسة مكاني.
حاولت كثيرا، أن أفهم ما الذي جرى لي، وأحاول أن أجد الحلول، لكني لم أجدها، أشاهد فيديوهات تحفيزية، وأقول لنفسي: لعل وعسى ترتفع همتي، ثم أعود مثل ما كنت دون جودى، وأشعر بأنني أصبحت متبلدة التفكير، وأن عقلي لا يعمل، وفي الفترة الأخيرة، أصبحت أنام كثيرا، من ٩ إلى ١٠ ساعات أو أكثر، وعند الاستيقاظ أشعر بالتعب والإرهاق جدا.
هذه السنة هي سنة مهمة جدا لي في دراستي، وعليها سيبنى مستقبلي، لأنني أحضر لامتحان، ويجب أن أحصل على مجموع عال جدا، وهذا يحتاج لأن أدرس، لكنني والله لا أعلم ما الذي حل بي؟ وأحيانا أجبر نفسي على الدراسة، لكنني لا أستطيع الدراسة أكثر من ١٠ إلى ١٥ دقيقة، وبعدها يتشتت تفكيري، ولا أركز، وأفكر بأمور أخرى، وخلال هذه الفترة، شخصيتي كلها تغيرت، وأصبحت ضعيفة، وأصبحت منعزلة ومنطوية على ذاتي، لا أدري لماذا انقلب بي الحال إلى هذا، وأشعر بالحزن كثيرا على ذاتي، مما سبب لي الضغط النفسي كثيرا، فلا أعرف ما أريد، وكتبت أهدافي على ورقة، لكنني لا أتحرك من مكاني، ولا أعمل لأحقق هدفي.
كيف أعود مثل ما كنت، كيف أتقرب من الله، كيف تعود لي همتي السابقة، وترتفع، ما هي الأسباب التي جعلتني هكذا، وما هي الحلول؟
وجزاكم الله ألف خير.