الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مترددة في إكمال زواجي بشاب ضعيف التدين، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة ملتزمة، من عائلة غير ملتزمة، وبعمر 21 سنة، أدرس في المرحلة النهائية، تقدم لخطبتي شاب خلوق، حسن التعامل مع والديه، وجيد من الناحية المادية، وحسن الشكل لكنه غير ملتزم، وقد لقيت في نفسي القبول.

أمي سعيدة للغاية، وتوصيني بالموافقة، وتدعو جهراً وغيباً بالتمام، وحتى هو لا يخفي سعادته، أما بالنسبة لي فمترددة جداً، واستخرت الله -عز وجل- خمس مرات، ولا أدرك إلى الآن ماذا يجب أن أفعل؟

نحن نتحدث عن طريق الفيسبوك، وكان همي أن أعلم حاله مع صلاة الجماعة، فصدقاً راعتني الإجابة بأنه انقطع عن الصلاة واستأت كثيراً، وحدثته عن نفسي، بأني -والحمد لله- لا أسمع الأغاني، ولا أشاهد المسلسلات، ولا أتحدث مع الأجانب، ولم أصاحب قط في حياتي، وأحب كتاب الله وأتعلمه، وأن الصلاة عماد حياتي، وأني لا أقبل أبداً بشخص لا يصلي.

انتهى الحوار بأن قال لي: أنا لن أصلي من أجل إرضائك أنت، فقلت له أسأت فهمي، وأن تصلي لله العزيز لا من أجلي، وانتهى الحوار بالرفض المتبادل، وأمضيت الليلة بطولها أبكي، وفي الغد أرسل لي اعتذاراً، وطلب نسيان ما بدر منه، وأنه سيعود للصلاة من الآن، فما كان مني إلا أن فرحت فرحاً عارماً.

لا أدري ما العمل الآن؟ أشعر أنني مشتتة، وأشعر بالوحشة من الذنوب، خاصة أننا نتواصل بالفيسبوك، بالنسبة لي فإني أحاول أن أتحدث باحترام، وفي حدود دون مزاح أو ميوعة، وأخبرته بضرورة التحدث بحدود لكنه يستعمل كلمة عزيزتي في حواره، الخلاصة أن عائلته سعيدة وأمي أسعد، كما توصيني دائماً بالحفاظ عليه.

أما أنا فأجد فرحة ممزوجة بالمرارة والحيرة، وقد دعوت الله من أجله أن يكون رفيقي إلى الجنة الحامل لكتاب الله، أريد صدقاً إرضاء ربي، وحديث أمي يشوش عليّ، حتى إنها قالت لأتصدقن لله إن تم زواجك منه!

إني لأرى نفسي في فتنة، إذ فيه وهن في الدين، فهل أدعوه للالتزام وأرغبه في الدين أم أرفضه؟

وكيف لي أن أرده رداً جميلاً؟ لأنني أشعر بالخجل من هذا الأمر، لما أرى منه من فرحة ورضا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله أن يثبتك ويختار لك الخير.

احذري أن تقعي في المخالفات الشرعية أثناء التواصل والحوار معه، فهو ما زال أجنبياً عنك، وحاولي أن تتعرفي على حاله وصفاته، من خلال السؤال عنه من جيرانه وزملائه؛ لأن المعرفة عن طريق وسائل التواصل الإلكتروني لا تكفي؛ لأنها لا تصف الواقع بطريقة صحيحة، بل غالباً يُظهر كل طرف أحسن ما عنده ليقبل به صاحبه، ويخفي الجانب السيء لديه.

إذا عرفت أشياء إيجابية في صفاته وحياته؛ ثم وجدت قبولاً وتغيراً صادقاً من خطيبك نحو التدين والاستقامة، من خلال الحوار المنضبط معه، فاستمري في حواره ودعوته ونصحه، لعل الله أن يهديه على يديك، وحينها يمكنك الموافقة على القبول به زوجاً.

إن لم تلمسي منه صدقاً في التدين والاستقامة أثناء الحوار والنصح له؛ واستخدم معك أسلوب المراوغة والكذب في الواقع، فاصرفي النظر عنه، خاصة إذا لم تطمئن نفسك إليه بعد دعاء الاستخارة، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

في هذه الحالة لا بد أن تقنعي أهله بتركه بالحوار الهادئ؛ حتى لا تحدث مشكلة بينك وبين أمك بسبب رفضه.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً