الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من خطورة بتناول علاجات لأمراض لا تتعارض مع بعضها؟

السؤال

السلام عليكم

عندي مشكلة، أرجو من الله أن أجد عندكم الحل الكافي الشافي.

أنا مصاب بعدة أمراض -والحمد لله- هي ليست خطيرة, هل هناك أي خطورة من تناول علاجات لأكثر من مرض لا تتعارض مع بعضها البعض؟ وإذا كان تناولها مع بعضها البعض خطأ فما هو الحل الصحيح من وجهة نظركم؟

كنت أتناول علاجاً للحموضة مع مضاد حيوي، وأتناول علاجاً نفسياً، ثم بعد ذلك حصل شيء ما جعلني أوقف الأدوية لمدة أسبوع، ثم رجعت لها بنفس الجرعات، حيث كانت جرعة الدواء النفسي عالية نسبياً، بعدها لاحظت وجود حكة متوسطة الشدة في جميع أنحاء جسمي، مع ظهور خمس بقع حمراء في أعلى صدري وكتفي ورقبتي، منها ما يوجد به بثور صغيرة، ومنها بدون بثور.

أوقفت الدواء النفسي فوراً، وذهبت إلى الطبيب فأوقف هو الآخر المضاد الحيوي فقط، وبقيت على الدواءين الأخيرين، والبقع لا زالت موجودة لكنها تخف تدريجياً، أما الحكة فاختفت.

ما تفسير ذلك من وجهة نظركم؟ وما العلاج؟ علماً أنه يجب أن أتناول الدواء النفسي لمدة طويلة، وهل أبدؤه بجرعة صغيرة، وأتدرج فيه؟

علماً أني كنت أتناوله لوحده لفترة، ولم يكن هناك أية مشاكل، وعند ممارسة الرياضة كالمشي أصاب بحكة يسيرة، وضيق بسيط في التنفس، وتختفي بعد دقائق.

أحياناً أشعر بعدم راحة في جسمي، فأدخل للاستحمام بالماء الساخن فهو يريح جسمي ويمنع الحكة، لو كانت موجودة.

مشكلتي مع البثور والحبوب قديمة، لكنها كانت تأتي وتختفي وحدها، وكنت أظن أنها حب الشباب.

أرجو أن أجد عندكم العلاج، لأن طرق الأطباء هنا عبارة عن نفق مظلم!

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mady حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أخي الكريم، هنالك شروط أو اشتراطات أو قوانين تتعلق بتناول الأدوية:
أولها: أن يكون الدواء أو الأدوية سليماً.
ثانياً: فاعليته.
ثالثاً: قليلة الآثار الجانبية.
رابعاً: أن يكون سعرها في متناول الإنسان.

هذه شروط أساسية جداً، وبالنسبة لتناول الأدوية مع بعضها البعض -أخي الكريم-لا إشكال في ذلك أبداً، ما دامت الأدوية قد وصفها الطبيب المختص أو عرضت على صيدلي متخصص فيما يعرف بالعلوم الصيدلة الإكلينيكية أو السريرية.

هؤلاء أفضل من يعرف التفاعل ما بين الأدوية، ومن المهم والضروري جداً إذا ذهبت إلى طبيب لسبب ما وأراد أن يصف لك دواء أن تبلغه بأي أدوية أخرى تتناولها.

هذا أفضل -أخي الكريم- لأن هنالك بعض الأدوية تتفاعل مع بعضها البعض بصورة إيجابية وأدوية أخرى تتفاعل مع بعضها البعض بصورة حيادية، ومجموعة ثالثة تتفاعل مع بعضها البعض بصورة سلبية جداً، فهذا هو الخطأ، وهذا هو الصحيح، وأرجو أن تلتزم به -أيها الفاضل الكريم- أي أن تخطر طبيباً مختصاً أو صيدلانياً يعرف الصيدلة السريرية ليفيدك تماماً في مستوى السلامة والتفاعلات ما بين الأدوية.

بالنسبة لموضوع الدواء الذي توقفت عنه ثم بدأت في تناوله وظهرت عندك حساسية، الدواء قد لا يسبب حساسية في المرة الأولى، ولكن قد تكون هنالك حساسية مكتسبة، هذا يا أخي الكريم موجود ومعروف، والعلاقة البينية واضحة جداً ما بين تناولك للدواء النفسي أو المضاد الحيوي، وظهور علة الحساسية حتى وإن كانت بسيطة، وأنت كما تفضلت وذكرت لديك شيء من البثور وحبوب قديمة، لذا قابليتك للحساسية أصلاً موجودة.

أخي الكريم، استعمالك للدواء مرة أخرى قد لا يؤدي إلى حساسية، أو قد يؤدي إليها، والتجربة هي التي تبرهن ذلك، تناول الدواء النفسي بجرعة صغيرة ومتدرجة قد يساعد أن لا يظهر عند التفاعل السلبي، فأرجو أن تنتهج هذا المنهج فهو الأسلم والأفضل.

موضوع الشعور بالحكة عند ممارسة الرياضة أو الأنشطة الجسدية هذا معروف، بعض الناس الذين لديهم قلق بسيط أو شيء من الحساسية حين ممارسة الرياضة يتدفق الدم أكثر في أجزاء الجسم المختلفة، وهذا التدفق قد يشعر بعض الناس بشيء من الحكة؛ لأن الدم يكون تدفقه مزاداً حتى على مستوى الجلد والعضلات السطحية.

أما ضيق التنفس البسيط فقطعاً هذا يحدث لأن الإنسان يحتاج لكمية أكبر من الأوكسجين، وحين يمارس الإنسان الرياضة بتواصل يكون الأوكسجين متوفراً وتختفي هذه الظاهرة، فهي حالة فسيولوجية وليس لها أي أثر طبي سلبي حقيقة.

الاستحمام بالماء الساخن بالفعل يريح الجسم هذا أمر معروف لأنه يؤدي إلى انقباضات على مستوى الجسم والجلد وهذه تؤدي إلى شعور استرخائي عند بعض الناس، فأرجو أخي الكريم أن أكون قد بينت لك بقدر المستطاع، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً