الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندما تنتابني ثورة غضب أقوم بأذية نفسي، فهل من حل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة، متزوج ولدي أطفال. أعاني من عصبية مفرطة، والحمد لله لا أشكو من أي أمراض، لكن مشكلتي تكمن في عصبيتي الشديدة، حيث أنني أثور وأدخل في حالة هستيرية، وأشعر بقوة غير طبيعية تدفعني لكسر الأشياء من حولي، وخاصة الزجاج، أتعمد جرح نفسي، ولا أشعر بأي ألم في تلك اللحظة، وسرعان ما يمر شريط حياتي أمام عيني، بعد ذلك، أشعر بهدوء غريب.

علمًا بأني أشعر برعشات تصيب من حولي بالذهول أثناء غضبي، ولكن بعد أن أهدأ لا أُحدِّث أحدًا، وأشعر بآلام الجروح التي ألحقتها بنفسي، وغالبًا ما تكون جروحًا كبيرة تستدعي الذهاب إلى المستشفى لتقطيبها.

أخشى أن أؤذي أحدًا بسبب غضبي، حيث لا أستطيع السيطرة على نفسي، وكأن بداخلي وحشًا يريد تدمير من حولي.

فما هو علاج مشكلتي؟ بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لا أدري منذ متى وأنت تعاني من هذه المشكلة؟ هل منذ الصغر واستمرت معك حتى الزواج؟ أم ظلَّت لفترة قليلة من الوقت وقبلها كنت طبيعيًا؟

على أي حال هناك اضطراب نفسي معروف يحصل في أوقاتٍ مُحددة لا يكون مستمرًا مع الشخص، وفي هذه النوبات يحصل إصابة الشخص بغضب شديدٍ، ويكون عنيفا، وهذا مثل ما حصل معك.

هذا اضطراب نفسي معروف، وله علاج، ويمكن علاجه بأدوية، هناك أدوية تُساعد في هذا الاضطراب، وعلى رأسها مضادات الاكتئاب مثل الـ (فلوكستين Fluoxetine)، والذي يسمى تجاريًا (بروزاك PROZAC)، يُساعد، وأدوية أخرى مثل: (كاربامازيبين Carbamazepine) أيضًا يساعد في علاج هذا المرض، والـ (لامتروجين Lamotrigine) أيضًا يُعالج.

إذًا -أخي الكريم- هذا قد يكون مرضًا، وله علاج -كما ذكرتُ- ولكن من الأفضل أن يتم هذا الشيء على يد أخصائي للطب النفسي، لذلك أنصحك بالتوجُّه فورًا إلى طبيب نفسي ليقوم بالتقييم الكامل والشامل للحالة، ومن ثمّ إذا وصل التشخيص أن هذا اضطراب نفسي؛ فسوف يقوم بصرف الأدوية والدواء المناسب لك، وتحديد الجرعة، وتحديد الزمن الذي يجب أن تستمر على الدواء.

كما أنك قد تستفيد أيضًا من بعض العلاجات النفسية التي تساعدك أيضًا على التحكُّم، أو يمكن تُساعد إذا كان هناك شيء ما في حياتك يُسبب هذه النوبات من الغضب والعنف.

إذًا: لا بد من مقابلة طبيب نفسي -يا أخي الكريم- لتقييم الحالة، والوصول إلى التشخيص المناسب، وإن شاء الله هناك علاج، وسوف تتحسَن وتعيش حياة طبيعية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً