السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا سيدة، والدتي محافظة على صلاتها، ومداومة على قراءة وردها اليومي، -أسأل الله أن يثبتها ويزيدها من فضله-، لكن بعد وفاة والدتها بدأت تشعر بالاكتئاب، وتنظر للحياة بنظرة سوداوية، تضخم الأمور، وتفتعل المشاكل من أتفه الأسباب، لا تشعر بالسعادة حتى أثناء وجود مسببات السعادة، متقلبة المزاج والآراء، تشعر بوحدة شديدة.
حاولنا كثيرا أن تقوم بمراجعة الطبيب لكن دون جدوى، فأصبح الموضوع مقلقا لأن حالتها في تدهور ملحوظ، فما العمل؟ وهل هناك دواء يمكن صرفه بدون مراجعتها للطبيب، وبدون تأثير على صحتها على المدى البعيد؟
مشكلتها أنها دائماً تشعر بضيق شديد، ورغبة في العزلة بسبب أو بدون سبب، تغضب بسرعة ولأتفه الأسباب، أحياناً تكون في سعادة، لكن فجأة وبدون سبب تشعر بهمّ وغم وضيق بصدرها، حتى وإن كانت بين أهلها وأحبابها، دائمة التفكير بكل الأمور صغيرها وكبيرها، وتخاف من حدوث مكروه, تخاف من الناس وكلامهم, تخاف من القرارت الجديدة وتتردد كثيرا, أحياناً تكره نفسها وتكره كل شيء في الوجود، وإذا كانت بمكان عام, ترى أن الناس مثل الوحوش الذين يعيشون بالغابة, في سرعة حركاتهم وفي كل أمر طبيعي يتصور لها خلاف ذلك.
وأحياناً يراودها شعور أن الجميع لا يحبونها، تتمنى الموت أحياناً من شدة الهم والضيق الذي تشعر به، وتعاملها معنا إذا كانت في مزاج جيد تثني وتشكر, وغالباً ترانا لا شيء وتقلل من شأننا, ولا تحب أن تسمع رأينا، وعند نقاشنا معها أو طرح الآراء, ترى أننا نفرض أوامرنا عليها, وأن رأيها لا يهمنا، وتنظر لآرائنا على أنها تحدي لرأيها، فكيف نتعامل معها؟
أرجو الرد في أقرب فرصة، بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.