السؤال
السلام عليكم.
هذه أول مشاركة لي في هذا المنبر الطيب.
أنا شاب مثقف حاصل على عدة شهادات جامعية عليا وشهادات مهنية متخصصة، حيوي ونشيط ومحبوب من الجميع لأنني أفضل الناس على نفسي، من عائلة محافظة ومعروفة، ملتزم بعلاقتي مع ربي، لم يعرف التدخين أو الكحول أو النساء طريقا لحياتي، بل بالعكس كنت كمن يسير في الظل، كنت صاحب مهنة مرموقة وأمتلك سيارة، وفجأة انقلبت حياتي رأسا على عقب، تعرضت للخيانة من أعز أصدقائي في التجارة، وتلاها زجي في السجن بسبب مهنتي -نشاط سياسي وحقوقي- في تهمة أصر كل من عرفني بأنني برئ منها، ووقفت عائلتي معي، لكن ما حصل معي حطمني اجتماعيا ومهنيا، فقدت احترامي وكرامتي، وأضحيت مديونا، ومنعت من السفر والتنقل.
استغفرت وقمت الليالي بشكل شبه يومي، دعوت الله أن يخرجني مما أنا فيه، وأن تشفع لي مسيرة حياتي الفاضلة، ولمدة أكثر من سنة والأمور تزداد سوءا.
الله لا يحمل نفسا إلا وسعها، لكني انتهيت، ولا رغبة لي في الحياة، كنت أدعو على الأقل أن يكون تفريج همومي بسبب بري بوالديّ، وأن يكون هذا التفريج لإنهاء معاناتهم معي، أعرف علاقتي بربي جيدا بحكم ثقافتي وإطلاعي العميق على ديني، لكن هل أستحق ما أعانيه وعائلتي، لعل ربي يكرهني لسبب ما حتى أعاني ولا يقبل دعائي لإنهاء معاناة أبي وأمي في المقام الأول.
أفكر في الموت وأنا أعي جيدا ما يعنيه، لكن أدركت بأن قلبي قد مات وخوفي مما سأقدم عليه بسبب الغضب العارم مما حصل لي، أعرف جيدا بأن هذه مداخل الشيطان، فلماذا لا يترحم ربي على حالي أو على الأقل بأمي وهي تراني أذوب وأذوب يوميا.
آسف على الإطالة، فأنتم عائلتي الثانية لتفريغ مكنونات قلبي.