السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البدء شكرا لمجهودكم العظيم ونصائحكم التي تبعث في نفوس الكثيرين الأمل، أثابكم الله ووفقكم الله، وسدد خطاكم، وجزاكم خير الجزاء على ما تقدمونه من مساعدات ونصائح، وأن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.
أنا شاب في الـ24 من العمر تخرجت من الجامعة، وأعمل -الحمد لله-. سؤالي: هو أني ومنذ ثلاثة أسابيع فجأة عاد لي وسواس الموات الذي كان لدي قبل سنتين، بعد المرور بصدمة نفسية أدت إلى سوء حالتي النفسية كثيرا، والدخول في حالة اكتئاب حاد.
ذهبت إلى طبيب نفسي، ووصف لي عدة علاجات منها (الميرتازبين) ومهدئات، ثم عدت للطبيب بعد شهر، وكان لدي نوع من الرهاب الاجتماعي؛ فوصف لي (لسترال) مع التقليل من مضادات الاكتئاب، تناولتها لمدة شهر، ثم توقفت عنها بعد ذلك بدون العودة للطبيب. هذه المرة وأنا أشاهد التلفاز، أصابتني نوبة هلع وخوف وإحساس بأن روحي تخرج، وضيق في النفس، وكتمة في الصدر، وتنميل في الأطراف، وإحساس وشعور صعب جدا، ثم بعدها بات تفكيري لا ينقطع بالموت في كل تحركاتي، وحتى في حديثي وحديث من حولي، أربط كل شيء بالموت، مع العلم أني -والحمد لله- مواظب على الصلاة وتلاوة القرآن، والذكر والدعاء، وأقوم الليل ولكن ليس بشكل منتظم.
حاليا النوبة أصبحت تأتي وتذهب من فترة لأخرى بشكل أخف من المرة الأولى، لكني لم أعد أذق طعما للحياة أو أستمتع بأي شيء أفعله، حتى الأكل والشرب، وأشعر بضيق في الصدر أغلب اليوم، وأشعر بنوع من الخمول في جسمي، واكتئاب، وشرود الذهن حتى في الصلاة، والنسيان، ومشكلة في النوم، فأحيانا أنام وأحيانا لا، وحتى عندما أنام أستيقظ مفزوعا، ثم بعد ذلك لا أستطيع النوم، وأكون في حالة قلق وتوتر دائمين، رغم أني أذهب لعملي، وأحاول القيام به على أكمل وجه، لكن الشرود الذهني والتفكير، وأقول: لماذا أذهب للعمل؟ ولماذا أعمل؟ وأشعر أن عقلي متوقف تماما، حتى أني أصبحت أتلعثم في الكلام، وأتردد في فعل أي شيء حتى لو كان بسيطا، وأشعر كثيرا بالغربة عن الذات والواقع، وكأني في عالم آخر، وأحيانا أخرى أشعر بأن مزاجي في حالة جيدة على فترات طفيفة، لكن ما تلبث أن تعود الأفكار وأعود للحالة، أصبحت لا أطيق نفسي وما أنا فيه.
أفيدوني جزيتم خيرا.