السؤال
السلام عليكم
أنا فتاة بعمر 27 سنة، أعاني من أعراض الاكتئاب منذ سنوات، ولم أعرف بأنها اكتئاب إلا مؤخراً، وظننتها طبائع سيئة فيّ، كما أعاني من عدم رغبة بفعل أي شيء، وعدم رغبة في الخروج من المنزل أو حضور مناسبات، وعدم رغبة في استقبال الضيوف، وعدم رغبة في حضور محاضراتي أيام الدراسة، وبسبب هذا انقطعت عن دراستي لفترة.
كذلك لدي عدم رغبة في الزواج، لأني لم أساعد نفسي فكيف أكون أسرة وأبناء الشيء الذي لم أعد أحتمله، وهو سبب استشارتي هو أنني لم أعد أستطيع الاهتمام بنظافتي الشخصية، فلا أريد الاستحمام، لأني أشعر بأنه ثقيل علي، وأذهب لدورة المياه أضع ملابسي والمنشفة وشامبوهاتي وفجأة أتركها كلها وأخرج وأعود لسريري، لا أستطيع القيام بأبسط الأمور حاولت كثيرا، قرأت كتبا نفسية وتنمية بشرية ومارست الرياضة تأتيني نشوة مؤقتة بعد فعل هذه الأشياء ومشاعر مرتفعة ثم ما ألبث أن أعود لاكتئابي.
أكثر ما يؤلمني هو قول من حولي: اذهبي افعلي، وكأنه بيدي، لا أستطيع، وحين أغصب نفسي على شيء أبكي كالأطفال.
يقولون لي: لا تفكري سلبياً، ولا تفكري بالماضي، ولا بالمستقبل، وأنا في الواقع لا أفكر بأي شيء حرفياً، ولا أتأثر بفكرة معينة، وأكون جالسة طبيعية لا أفكر بأي فكرة سلبية، لكني لا أستطيع النهوض، وممارسة حياتي مزاجية أغلب الوقت، ومنخفضة، وأشغر بخمول كأني مقيدة مربوطة لا أمتلك أي رغبة بالنهوض أو أي طاقة للعيش لا أكره الحياة ولا أتمنى الموت.
أنا أريد القيام بأشياء طبيعية كالاستحمام والتنظيف والطبخ وحضور المناسبات والزواج! وعندما أرى الناس في سناب شات كيف تخرج وتسافر وتأكل وتتسوق وتتزوج وتنجب وتدرس ماجستير ودكتوراة أقول في نفسي كيف يستطيعون فعل هذا؟!
عندما أرى امرأة تطبخ وتصور طبخها أستغرب من أين تأتي بهذا الروقان، أنا لا أكره نفسي ولا أشعر بالدونية، ولا أتحدث مع نفسي بسلبية، بالعكس أشعر بأني بطلة وشيء رائع، لأني أكملت دراستي وتخرجت رغم اكتئابي، لكني أريد أن أعيش وأمارس أبسط الأشياء مثل البشر.
أفكر بالعلاج النفسي الدوائي لكنني أردت معرفة هل أنا بحاجة له أم لا؟
علماً أني -ولله الحمد- لا أعاني من مشاكل صحية سوى نقص فيتامينات، بسبب سوء تغذيتي، لأني لا أمتلك مزاجاً جيداً لصنع غذاء مفيد لي.
شكراً لكم.