الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل التنقل بين الأدوية يؤثر على فعاليتها؟

السؤال

السلام عليكم.

بخصوص الاستشارة رقم: (2370636) هل تقصدون بأن التنقل بين الأدوية غير جيد؟ وأن هذا قد يؤثر مستقبلا حتى بعد إيقاف الأدوية؟ أو مثلاً إذا استخدمت البروزاك ثم انتقلت إلى الأيفيكسور يكون هناك
تأثيرا سلبيا بسبب ترك البروزاك، حتى لو كان هناك تحسن في بعض الجوانب؟ لأنني ولطول مدة استخدام الأدوية أصبحت قلقا، بأن الطبيب لو غير لي الدواء فقد أتحسن في جوانب، ويكون هناك آثار سلبية للأدوية السابقة على الدماغ أو النواقل العصبية أو الحالة النفسية، فهل قلقي في محله؟

وقولك: تجربة عدة أدوية أنا أرى أنه قد يؤدي إلى عدم استقرار في الموصِّلات العصبية، هل تقصد بشكل دائم أم مؤقت؟ وهل الأدوية النفسية تجعل الدماغ تفرز مواداً هي في الأصل محدودة؟ بمعنى خلق الله الإنسان بهذه المواد بحيث تفرز بقدر محدد طيلة حياته، لكن الأدوية تقوم بزيادة إفراز هذا المخزون حتى ينفذ مع طول الاستخدام، أو مع تقدم السن، هل هذا صحيح؟

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الذي قصدتُه هو أهمية أن يعطي الإنسان دواءً واحدًا الفرصة التامَّة ليحدث البناء أو الإشباع الكيميائي التام، وأن التنقل بين الأدوية مهما كانت هذه الأدوية متقاربة ومتشابهة في فعاليتها إلَّا أنه يوجد نوع من الاختلافات، وهذا قطعًا يؤدي إلى نوع من الاضطراب على مستوى الخلايا العصابية الدماغية - أو ما يُسمَّى بالمستقبلات والموصِّلات العصبية-، هذا الكلام قطعي ومؤكد وعلمي، لذا أنا أرى أن الالتزام بدواء مُعيَّن، بشرط أن ينتقل الإنسان إلى الجرعة الصحيحة، وأن يتناوله للمدة المطلوبة، والدواء ينجح وقد لا يفشل، والفشل يجب ألَّا يُحكم عليه قبل مُضي ثلاثة أشهر من بداية تناول الدواء، يعني: يمكن للإنسان أن يفكّر في أن يُغيِّر الدواء بواسطة الطبيب بعد مُضي ثلاثة أشهر على التناول المتواصل للدواء.

هذا - يا أخي - هو الذي قصدته وأردتُ أن أوضحه.

مستوى الخطورة بالنسبة للذين ينتقلون بين الأدوية بصورة مكثّفة وغير عملية لا أراها خطورة كبيرة، لكن قطعًا هنالك تأثير سلبي على فعالية الموصِّلات العصبية، فلماذا يُوقع الإنسان نفسه في هذا؟!

بالنسبة للأدوية النفسية: تأثيرها على الدماغ ليس كله مفهوم بصورة قطعية، هنالك بعض الفعاليات التي يقوم بها الدواء لم تتضح بصورة دقيقة وواضحة، لكن مُجمل القول: المعلومات الموجودة تُشير أن أكثر تأثير يكون على الموصِّلات العصبية من خلال ما يُسمَّى (Modulation) وهو تعديل وتحسين درجة إفراز وفعالية الدواء.

ولماذا اضطربت فعالية الموصِّلات العصبية؟
لا أحد يعرف ذلك على وجه الدقة، ولا نعتقد أنها عملية خُلق الإنسان بها، لأن الاكتئاب النفسي - مثلاً - يندر جدًّا في مرحلة الطفولة. فإذًا هذه التغيرات البيولوجية هي أمور مكتسبة، وكثيرًا ما تظهر في أعمار مختلفة بالنسبة لمختلف الناس، وأنا لا أرى أن المخزون ينفذ مع طول الاستخدام أو تقدُّم السّن، هذا لا أراه صحيحًا بالنسبة للأدوية النفسية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً