الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رغم نمط حياتي الصحي إلا أن الكوليسترول الجيد لم يتغير!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل سنة تقريبًا، أجريت تحليل دم لفحص مستوى الكوليسترول، وظهرت عندي نسبة الـ LDL طبيعية، بينما كانت نسبة الـ HDL منخفضة، أخبرتني الطبيبة أنه رغم أن نسبة الكوليسترول الضار كانت جيدة، إلا أن الوضع لا يزال غير مطمئن، لأن الأهم هو نسبة الـ HDL التي كانت 42.

طلبت مني أن أبذل جهدًا لفقدان بعض الوزن، وأن أمارس التمارين الرياضية خمسة أيام في الأسبوع، وأن أغير نظامي الغذائي، كما نصحتني بتناول الأطعمة التي ترفع نسبة الكوليسترول الحميد، مثل: الأفوكادو والمكسرات بشكل يومي، بالإضافة إلى بعض المكملات الغذائية مثل: زيت السالمون وما شابه.

قمتُ بتنفيذ جميع التعليمات التي أوصتني بها الطبيبة، فأصبحت أمارس التمارين الرياضية خمسة أيام في الأسبوع، تجمع بين تمارين رفع الأثقال وتمارين الكارديو، لمدة ساعة يوميًا، كما غيّرت نظامي الغذائي، وأدرجت فيه كل ما هو صحي، وقللت من تناول الكربوهيدرات، وتمكنت من خسارة ما يقارب 25 كيلوغرامًا من وزني.

قبل أسبوع أجريت تحليلًا جديدًا للدهون، وكانت النتيجة أن الكوليسترول الحميد (HDL) لم يتغير إطلاقًا، وكانت القيم على النحو التالي:

- الكوليسترول الكلي: 150
- الكوليسترول الحميد (HDL): 42
- الكوليسترول الضار (LDL): 90
- الدهون الثلاثية (Triglycerides): 115
بالإضافة إلى ذلك، أظهر تحليل دم آخر أن عدد كريات الدم الحمراء أعلى من المعدل الطبيعي بفارق كبير، كما أن حجم الكريات كان صغيرًا جدًا.

فهل لهذا علاقة بذاك؟ وماذا أفعل لرفع مستوى الكوليسترول الحميد؛ لأنني في حالة من اليأس بعد سنة كاملة من التعب دون نتيجة، ومن لأطفالي إذا حدث مكروه لي؟!

شكرًا جزيلًا، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ومن قال لك -أختنا الفاضلة- أن الجهد الرائع الذي قمت به مر دون فائدة، كلا، بالعكس، فما قمت به من جهد في إنقاص الوزن وتغيير طريقة طعامك، وممارسة الرياضة هو جهد رائع، وأدى إلى خفض مستوى الكوليستيرول السيئ LDL، أو منخفض الكثافة إلى أدنى درجة، وهذا هو المطلوب، حيث إن الكوليسترول السيئ منخفض الكثافة يترسب في جدران الشرايين.

وإن وظيفة الكوليستيرول الحميد، أو الجيد HDL وهو كوليسترول مرتفع الكثافة، هو كنس والتخلص من الكوليسترول السيئ، وطالما أنه منخفض، أي الكوليستيرول السيئ، فماذا نريد أن نكنس؟ هذا أولًا.

ثانيًا: مستوى 42 ليس منخفضًا، بل مقبولًا، ومستوى الكوليستيرول الحميد ما بين 40 إلى 60 مقبول، وما زاد عن 60 فهو جيد، ولذلك لا يوجد لديك ما يدعو للقلق.

كذلك فإن مستوى الدهون الثلاثية جيد وغير مرتفع، وكذلك المستوى الإجمالي للكوليستيرول ممتاز، وعليك بالاستمرار في إنقاص الوزن عدة كيلوجرامات فقط، من خلال البعد عن السكر، وكل ما يدخل السكر في صناعته من مشروبات باردة وساخنة، وحلويات، مع الإكثار من الأسماك، خصوصًا سمك السالمون، والسردين، والماكريل التي تحتوي على أوميجا 3 المفيد في خفض مستوى الدهون الثلاثية والكوليسترول السيئ.

كذلك من العناصر الغذائية التي ترفع الكولسترول الجيد: المكسرات بمختلف أنواعها، فيمكن تناول حفنة من البندق واللوز والفستق والفول السوداني يوميًا، لتضمن ارتفاعًا ملحوظًا في الكولسترول الجيد، كما أن تناول التوت بمختلف أنواعه أو عصيره الطازج، وتناول ثمرة جريب فروت يوميًا مفيد جدًا في هذا الشأن، إضافة إلى الشوفان والبرغل وبذور الكتان في صورة شوربة يرفع الكولسترول الجيد بشكل ملحوظ.

والعنب من الفواكه التي ترفع الكولسترول الجيد، وبشكل عام فإن من يعتمدون في وجباتهم على العناصر الغذائية النباتية، مع التقليل من اللحوم الحمراء، يستطيعون خفض الكولسترول الضار، ورفع مستوى الكولسترول الجيد.

وصغر حجم كريات الدم البيضاء مرتبط، إما بفقر الدم الناشئ عن نقص الحديد، أو بسبب أمراض الدم الوراثية مثل: حمل أحد جينات مرض التلاسيميا، ويمكن البحث عن ذلك بعمل صورة دم CBC، وفحص HB electrophoresis، وهو فحص يبحث في أنواع الهيموجلوبين، والتي ترتبط بأمراض الدم الوراثية، مع عرض نتيجة الفحص على الطبيب المعالج.

وإجمالًا لا خطورة لديك، فالجهد المبذول رائع، وأدى إلى إنقاص الوزن وخفض مستوى الكوليسترول السيئ، وهذا جهد نحييك عليه، ونشد من أزرك، ونشجعك على الاستمرار في تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً