السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سؤالي لكم بخصوص النسيان الزائد وعدم التركيز، منذ حوالي 3 سنوات وأنا أعاني من هذه المشكلة، وكل مدى تزيد حدتها معي، حتى أنها تسببت لي في كثير من المشاكل، في عملي كنت أضع الأوراق وأنسى أين وضعتها، كنت أتحدث مع عميل وأحدد معه موعداً وأنسى هل تحدثت معه أم لا! وإن تحدثت فماذا قلت له بالتحديد؟ لدرجة أني وضعت تطبيقا لتسجيل المكالمات حتى أعاود سماع المكالمات لأتذكر ماذا حددت وقلت للعملاء! مع العلم أن الشغل لم يكن مرهقاً أو كثيراً على الإطلاق، بل بالعكس كان عدد العملاء قليل جداً.
قبل العمل كنت أنسى أيضاً أموراً عادية مثلاً: أين وضعت محفظتي، نظارتي أين وضعتها وأبحث عنها كثيراً، وفي النهاية أكون مرتديتها بالفعل! إذا قال لي أحد عنواناً أو رقم منزل أو وصف لي طريقاً مثلاً كـ ( يميناً ثم يساراً ) وعلى نحو ذلك، فإني أنسى تماما ما قاله بمجرد انتهاء كلامه، وأعاود السؤال لشخص آخر بعده، إذا كان يوجد معي عنوان أو رقم مكتوب في ورقة أو الهاتف أنظر له وأعاود قرأته ربما لمئة مرة !!
وسنة الدراسة الأخيرة كانت صعبة جداً بسبب هذا، لم أكن أتمكن من حفظ أي شيء! لدرجة أني كنت أبكي أحياناً بسبب ذلك، مع العلم أني في السابق كنت أحفظ أي شيء بطريقة مذهلة، ولم أكن أنسى شيئاً مطلقاً لا في دراستي ولا في حياتي اليومية، مثلا منذ بضعة أيام خبأت شيئاً ما، مهم جدا بالنسبة لي، وظللت أبحث عنه أكثر من 3 أيام، وأنا أحاول التذكر أين وضعته ولكن لم أستطع التذكر مطلقاً، وكـأني أحاول أن أتذكر شيئا لم أفعله من الأساس!
كان هذا الجزء غير موجود تماما في ذاكرتي كأنه لم يحدث، وفي النهاية أمي عثرت عليه، وقالت لي وجدته في المكان هذا، وأنا في ذهول لأني لم أتذكر أبداً أني وضعته هناك! ومثلاً عندما أكون بالخارج وتتصل بي أمي وتطلب مني شراء شيء ما، فكثيراً ما أذهب إلى البيت وأنا لم أتذكر أصلا أن والدتي اتصلت وطلبت شيئاً، أو أتذكر ذلك وأنا في منتصف الطريق أو أمام المنزل! هذا الوضع أصبح يتكرر معي في كل شيء! وأصبحت أخاف كثيراً من أن يتطور أكثر.
أرغب في البحث عن وظيفة، ولكني أخشي من أي وظيفة بها أوراق ومسؤوليات بسبب ما أعانيه، فما الحل؟ وما سبب ما أشعر به؟ وهل ما أمر به شيء طبيعي وأنا من أبالغ بالأمر؟ وإن لم يكن كذلك، فهل بالفعل من الممكن أن يتطور الأمر ويسوء؟ وهل أحتاج للذهاب إلى الطبيب؟ وإن كنت في حاجة لذلك، فلأي تخصص أذهب؟
أعتذر للإطالة، وأتمنى الإجابة على كل الأسئلة، وبارك الله فيكم.