الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الضيق واللامبالاة والنسيان تسببت في تدني مستواي الدراسي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أخبركم أن ما أصابني قد أصاب أختي الصغيرة عمرها سبع سنوات في نفس الوقت الذي أصابني فيه.

مشكلتي بدأت منذ ٦ أشهر، حيث كانت تأتيني نوبات أشعر فيها بالرغبة في البكاء والضيق، وسرعة ضربات القلب، استمرت هذه النوبات لمدة شهرين تأتي وتذهب، وبعد ذلك تحولت شخصيتي، أصبحت كثيرة النسيان والتوهان واللامبالاة والتلقائية في التصرفات، وكنت متفوقة في دراستي، ومنتظمة في الدروس، والآن تدنى مستواي الدراسي، ولا أذهب لدروسي، لأني أصبحت لا أعرف كيف أتصرف مع الناس، ولا أتحمل المسؤولية، وإدراكي لم يعد كالسابق، حيث أحتاج لإعادة الكلام حتى أفهمه، وصرت أفضل البقاء في البيت، علما أني كنت اجتماعية ومرحة وأحب مخالطة الناس.

أيضا أعاني من عدم التركيز عند القيام بأي عمل، حيث أركز في شيء مختلف عما أقوم به، وعندما أتكلم أستصعب استخدام الكلمات، وأحيانا أتلعثم وأتأتئ في الكلام، وأتتبع أي شيء يتحرك أمامي، وأفعل أشياء بلا هدف، فما تشخيص حالتي؟ وهل له علاج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أن الذي حدث لك وكذلك لأختك الصغرى هو نوع من القلق الانفعالي الحاد، ولذا ظهر في شكل بكاء وضيق وتسارع في ضربات القلب، بمعنى أن الأعراض هي نفسوجسدية، نوبة من نوبات قلق لم تصل لمرحلة الهرع أو الفزع، والقلق من هذا النوع قد يدفع إلى شيء من عسر المزاج.

وعسر المزاج هو درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي، قد تخل بالتركيز وبالرغبة في أداء الأشياء الإيجابية والطيبة، لذا أصبح لديك توجه سلبي نحو الدراسة.

حالتك -إن شاء الله- بسيطة، وحتى موضوع التأتأة في بعض الكلمات، أنا أعتقد أنها مرتبطة بهذا القلق الاكتئابي البسيط، مما جعل ثقتك في نفسك تهتز بعض الشيء، وربما كما تفضلت تواصلك الاجتماعي أصبح ضعيفاً، ولا أرى أنك قد أصبت برهاب اجتماعي حقيقي، لكن يعرف أن القلق الاكتئابي يؤدي إلى شيء من عدم التكيف، وهذا يفقد الإنسان كفاءته الاجتماعية.

أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تعالجي نفسك سلوكياً، أريدك أن تكوني أكثر إيجابية، لا تتبعي المشاعر أو الأفكار أو الأفعال السلبية، اجبري نفسك وحفزي نفسك وأصري على نفسك على عمل ما هو إيجابي، حتى الشعور يمكن أن نغيره، حتى أفكارنا يجب أن نتخير ما هو إيجابي ونتخلص من السلبي.

إذاً: الإصرار على الإيجابيات هو طريق النجاح بالنسبة لك، وهنالك ترتيبات بسيطة يجب أن تقومي بها، مثلاً: أن تحرصي على النوم الليلي المبكر وتتجنبي النوم النهاري؛ النوم الليلي المبكر يؤدي إلى راحة نفسية وجسدية كبيرة جداً، ويساعد في استقرار الدماغ وخلاياه ومكوناته الكيميائية مما يجعل الإنسان يستيقظ نشطا متفائلا ويمكن أن يؤدي الكثير.

الوقت بعد صلاة الفجر هو أفضل وقت للتركيز، ولذا أقول للذين لديهم صعوبات في الدراسة أو المذاكرة أو عدم رغبة أن يستفيدوا من هذا الوقت، فأرجو أن تحرصي على الاستفادة من البكور.

وأريدك أيضاً أن تمارسي تمارين رياضية، الرياضة تجعل النفس إيجابية تجعل النفس أكثر أريحية وانطلاقة نحو ما هو جيد، فأي رياضة تناسب الفتاة المسلمة أراها جيدة جداً بالنسبة لك.

ولا بد أن يكون لديك آمال وتطلعات قطعاً في سن الشباب، وهنالك الكثير من الطاقات المتوفرة، هذه الطاقات قد تتعطل بعض الشيء لكن الإنسان لا يفقدها، فغيري نفسك من خلال أن تصممي على ما هو إيجابي، وأن يكون لك تطلعات وآمال مستقبلية.

الحرص على الأمور الدينية وأداء الفروض في وقتها أمر مهم ويسند الإنسان كثيراً، بر الوالدين والتضحية من أجلهما أيضاً يقوي النفوس كثيراً ويعطي دافعية إيجابية جداً للإنسان، هذا هو العلاج، ولا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي.

وأسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك كثيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية وما تقدمه من استشارات.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً