السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة في الصف الثالث الإعدادي، ومستواي الدراسي ليس جيدًا، ويمكن للبعض أن يصفني بالفشل.

إخوتي أطباء ومهندسون، أما أنا فمستواي التعليمي ضعيف جدًا، وأرغب في التغلّب على شعور الفشل الذي يلازمني، وأتمنى أن أحدد هدفي، لكنني لا أعرف كيف!

بحثت كثيرًا على الإنترنت عن كيفية تحديد الهدف، لكنني لم أتوصل لشيء واضح، مشكلتي أنني لا أجد دافعًا يجعلني أذاكر، ومعظم الوقت لا تكون لدي نية أو رغبة في الدراسة، فكيف أتغلب على شعوري بالفشل؟ وكيف أذاكر بجدّ؟ وكيف أحدد هدفي في الحياة؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أولاً: الإنسان يتغلب على الفشل من خلال أن لا يجعله جزءاً من حياته، وأن يكون هنالك تصور ذهني حول المستقبل، ماذا أنت بعد عشر سنوات من الآن؟ أين الدرجة العلمية الرفيعة؟ أين الزواج؟ أين المهنة؟ أين الحياة؟ بمعنى آخر: أن يكون هنالك تصور واضح جداً حول المستقبل؛ هذا يحفز الإنسان الذي يريد أن يتحفز.

الإنسان يجب أن لا يقبل بالدونية، لا يقبل أن يكون في القاع؛ لأن القاع مزدحمة جداً، ويجب أن يكون لديك الدافعية والرغبة في أن تكوني مع الكبار في الدرجات العلى.

التحفيز للذات مهم، واستشعار أهمية العلم مهم، والتغيير يأتي منك أنت لا أحد يغيرك، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

الخطوة الثانية: هي حسن تنظيم الوقت، من لا ينظم وقته لا ينظم حياته، من لا يدير وقته لا يدير حياته، هذا كلام لا جدال حوله أبداً.

النوم الليلي المبكر مطلوب؛ لأنه يريح الدماغ ويريح الجسد، والاستيقاظ المبكر مطلوب، أفضل وقت للدراسة هو بعد صلاة الفجر لمدة ساعة إلى ساعتين قبل أن تذهبي إلى المدرسة.

صلاة الفجر تعقبها التمارين الرياضية الإحمائية لمدة 5 - 10 دقائق، بعد ذلك الاستحمام، الجلوس للدراسة، شرب الشاي، التوجه إلى المدرسة، أمور محددة واضحة من يتبعها ينجح.

كل الذين نجحوا كان هذا هو منهجهم، لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمنا أنه قد بورك لهذه الأمة في بكورها، وكل المواد الكيميائية الدماغية المحفزة تفرز في الصباح، وبعد ذلك تنظمين بقية يومك، تركزين في المدرسة، وتكونين في الصف الأول.

لا بد أن ترفهي عن نفسك بما هو طيب وجميل، لا بد أن تمارسي رياضة، لا بد أن تتواصلي مع صديقاتك، وعلمي نفسك الانضباط في كل شيء.

الحرص على الصلاة في وقتها يعلم الإنسان الانضباط؛ لأن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا، ليست متروكة لأن يحدد الإنسان وقتها؛ لأن وقتها معلوم.

لا شك أن بر الوالدين باب من أبواب النجاح في الدنيا والآخرة فاحرصي على ذلك، والرفقة الطيبة لا تصاحبي إلا المتميزات والصالحات من البنات، هذا هو الذي أود أن أنصحك به.

أسأل الله لك التوفيق.