الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لماذا تصيبني مضادات الذهان بالقلق؟

السؤال

السلام عليكم.

أشكركم على جهودكم الطيبة على هذه الشبكة المباركة.

أعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطب -حسب قول الأطباء- بحيث إذا تناولت أي مضاد اكتئاب أصاب بعصبية شديدة، وقد جربت سيروكسات 10 مل مع ديباكين 1500، وأصبت بالهوس في اليوم 14، وأعاني من القلق واضطراب الهلع والرهاب، وقد جربت مضادات الذهان بأنواعها، فكنت أشفى من 90% من الأعراض، وبعد أيام قليلة تعود الأعراض، وجربت السوليان والزبركسا والسيروكويل والارجاكتيل والرسبردال والابليفاي بجرعات كبيرة وصغيرة جدا، ولكن النتيجة نفسها.

لماذا تصيبني مضادات الذهان بالقلق الرهيب؟ وهل من حل لحالتي؟ فقد قرأت أن مثبتات المزاج تعالج الثنائي قطب وتعالج معه الهلع والمخاوف والقلق، ولكن جربت الديباكين بجرعة 1000 مل لمدة أسبوع دون نتيجة، وجربت لامكتال بجرعة 200 مل لمدة 16 يوما فلم يؤثر على القلق والهلع، ولكن خف قلق المخاوف قليلا، وأعطاني مزاجا جيدا، فهل من حل لحالتي دون مضادات الاكتئاب ومضادات الذهان؟

أرجو الرد على كل أسئلتي، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

طالما كان تشخيصك هو اضطراب وجداني ثنائي القطبية فهذا النوع من الاضطراب يجب فيه المتابعة اللصيقة مع الطبيب النفسي، فهو الذي يُشرف على إعطاء العلاج، ويتابع مدى التحسن، ويُغير الأدوية حسب التحسن والآثار الجانبية، هذا من ناحية، ويجب ألَّا تفعل ذلك من نفسك - أخي الكريم - يجب عليك أن تأخذ العلاجات تحت إشراف طبيب نفسي، وتتابعه باستمرار، هذه حقيقة في علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية.

الحقيقة الثانية - أخي الكريم - أن علاج الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية الأصل فيه مثبتات المزاج، وليس مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان، مضادات الذهان تُعطى إذا كانت هناك أعراض ذهانية في النوبة، وبمجرد زوال هذه الأعراض الذهانية تتوقف مضادات الذهان، أمَّا مضادات الاكتئاب فكثير من المعالجين النفسيين ينصحون بعدم استعمالها في مثبتات المزاج إلَّا في نطاق ضيق عند الخوف مثلاً من الحالات الاكتئاب النفسي الشديدة التي قد تكون فيها أفكارٍ انتحارية، يُمكن أن تُعطى مضادات الاكتئاب لفترة وجيزة وتحت إشراف طبي مباشر. هذا من ناحية.

أمَّا من ناحيتك - أخي الكريم - فطالما وضعنا هذه الحقائق نصب أعيننا فيكون علاجك الرئيسي هو مثبتات المزاج.

الدباكين: كل الدراسات الآن تُشير إلى أن الجرعة التي يُستفاد منها في علاج مثبتات المزاج هي ألف وخمسمائة مليجراما، وليست ألف مليجرام، بل بعض الأطباء النفسيين يعطون جرعة أكبر من ذلك، ألفي مليجرام يوميًا.

اللامتروجين: هو أيضًا علاج مثبت للمزاج، فعّال، وبالذات عندما يكون هناك نوبات اكتئاب متكررة، ولكن يجب أن نصبر عليه، فيحتاج لفترة من الوقت، وليس ستة عشرة يومًا - أخي الكريم - يحتاج على الأقل إلى شهرين، حتى يُؤتي مفعوله، ويحصل التحسّن، فطالما الآن تستعمل الدباكين واللامتروجين فإنك في الطريق الصحيح.

الشيء الآخر - أخي الكريم -: حتى في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية - وبالذات إذا كانت هناك أعراض هلع وقلق مستمر - فقد تحتاج إلى علاج سلوكي معرفي مع العلاج الدوائي، لعلاج هذه الأعراض، مع مثبتات المزاج.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً