السؤال
السلام عليكم.
هل يستطيع الطبيب النفسي أن يسبب مرضا نفسيا لشخص عن طريق الأدوية أم لا يستطيع؟
السلام عليكم.
هل يستطيع الطبيب النفسي أن يسبب مرضا نفسيا لشخص عن طريق الأدوية أم لا يستطيع؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
المرضى لهم حقوق معلومة بالضرورة، والطبيب عليه واجب ألَّا يضر المريض بأي حال من الأحوال، بل يُسبب له النفع، أن يُعالجه، أن يحترمه، أن يحفظ سرّه، وألَّا يؤذيه لا من قريب ولا من بعيد هذه هي الأصول - أخي الكريم - التي أجمعت عليها كل الفلسفات، وفي ديننا الإسلام هذا الأمر محتَّمٌ عليه، الكُليات الخمسة في الدين معروفة، ومنها: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ المال، وحفظ العرض، والطبيب ليس من حقه أبدًا أن يضرّ إنسانًا أتاه مستشفيًّا، أو حتى إنسانًا عاديًا. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: بعض الأطباء قد يتساهلون مع بعض المرضى من خلال إعطائهم أدوية هدفهم العلاج والتطبيب الصحيح؛ لكن هذه الأدوية قد تكون إدمانية، ويبدأ المريض في تناولها بدون ضابط وبدون ترتيب وبدون التزام بجرعتها، ممَّا يؤدي إلى الإدمان، والإدمان مرضٌ من أمراض الدماغ، يعني: هنا يكون الضرر قد وقع على هذا المريض، لأن الطبيب قد تهاون في إعطائه دواء هو مفيد في الأصل بشرط أن يُستعمل بجرعات صغيرة ولمدة محدودة. بخلاف ذلك - أخي الكريم - لا أعتقد أن الطبيب النفسي يمكن أن يُسبِّب مرضًا نفسيًا لشخصٍ عن طريق الأدوية، هذا الأمر حقيقة لم أسمع به، ولم يرد، ولم أره، الحالة الوحيدة هي التهاون مع بعض الحالات - مع بعض الأشخاص - من خلال إعطائهم أدوية علاجية لكن قد يكون مآلها الإدمان والتعود والذي يصعب على الإنسان التخلص منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.