الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني اشتكى عدم قدرته مضغ الطعام وصعوبة المشي.. ثم ظهرت عليه حركات لا إرادية.

السؤال

السلام عليكم.

ابني وصف له الطبيب سيروكات 12.5 مرة في اليوم اندرال 10 أقراص صباحاً وقرصا ظهراً، واريبيبرازول 10 قرصا مساءً، لكن ابني خلال الأسبوع الأول لم يتحمل العلاج.

اشتكى عدم قدرته على مضغ الطعام وصعوبة نقل قدميه أثناء المشي وغيرها، رجعنا للطبيب ورفض التعديل، وعرفت أن العلاج الأساسي السيروكات، فكرت في الاكتفاء به ووضعه في طعامه بدون علمه، وفعلاً تناوله واستمر تقريباً شهراً، ورفعت الجرعة إلي 25 في اليوم شهراً آخر.

التحسن حدث نسبياً، لكن يبقي أنه يحس أن الناس تضحك عليه في الشارع، وأنا لاحظت عليه وجود حركات لا إرادية بسيطة في أصابع يديه، وأحياناً كأنه يتيمم غسل اليدين.

حضرتك الاستشارة السابقة قررت أنه قد يكون يعاني من أفكار اضطهادية، هل هي أفكار اضطهادية فقط أم رهاب وأفكار؟ وما العلاج المتكامل الذي لا يسبب آثاراً جانبية؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جمعه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لابنك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، أخي من الطيب والجميل والمفيد أن تكون هنالك متابعة لهذا الابن مع الطبيب، المتابعة مهمة جداً من خلالها يقيم الطبيب الحالة ويتحكم في الدواء أو يعدله حسب الحاجة.

نحن فيما مضى تحدثنا عن الأفكار الاضطهادية، وهذا الابن وصف له الطبيب الرسبيريادون كمقاوم لهذه الأفكار، لذا يعتبر علاجاً مهماً وضرورياً، أنا أعتقد أن موضوع الصعوبة في نقل قدميه أثناء المشي ربما تكون ناتجة من أن الجرعة كبيرة نسبياً وأقصد بذلك الجرعة الرسبيريادون، وإن كانت هي حقيقة في حقيقتها ليست الجرعة الكبيرة، لكن سبحان الله الناس يتفاعلون مع هذه الأدوية بصورة مختلفة خاصة صغار السن، ربما يكون تحملهم للدواء أقل.

أنت ذكرت أن هذا الابن لا زال يتحسس أن الناس تضحك عليه، هذا قطعاً نوعاً من الفكر الظناني الاضطهادي، ما دام الفكرة تشغله ويتكلم عنها صراحة فهذه يجب أن تعالج يا أخي بجانب الزيروكسات يمكن أن تضيف الأريبيبرازول بجرعة 5 مليجرام بدل 10 مليجرام، والاريبيبرازول.

دائماً أفضل أن يعطى في الصباح وليس المساء، لأنه دواء قد يزيد من درجة اليقظة عند الإنسان مما يسبب شيئا من التململ الحركي، فاجعل جرعة الـ 5 مليجرام صباحاً، وإذا احتاج لأحد الأدوية المضاد للآثار الجانبية للأريبيبرازول يمكن أن يقوم الطبيب بذلك أو يمكن أن يستبدل الطبيب الاريبيبرازول بدواء آخر مثلاً السيركويل بجرعة مسائية صغيرة أو الرسبيريادون بجرعة صغيرة، مع ملاحظة الآثار الجانبية التي قد تنشأ من الأريبيبرازول، مثل الانشداد العضلي والتململ الحركي، وهذه أيضاً لها علاجات.

أنا أعتقد أنه من الضروري جداً أن لا نهمل هذا الابن فيما يتعلق بأهمية الأدوية المضادة للذهان بالنسبة له، هي أدوية داعمة أدوية جيدة وبجرعات صغيرة.

بالنسبة لسؤالك هل أفكار اضطهادية فقط أم رهاب وأفكار، طبعاً أنا لم أفحص هذا الابن أخي الكريم، لكن إذا وضعت المعلومات المتوفرة لي مع بعضها البعض نقول إن الرهاب موجود، لكن الفكر الاضطهادي أيضاً موجود وهذا ليس مستغرباً.

هذه الحالات قد تجتمع مع بعضها البعض، العلاج المتكامل -أخي- هو الذي ذكرته لك، وتوجد خيارات دوائية أخرى لكن يجب أن نصبر على الدواء، ليس من الحكمة أبداً أن نتنقل بين دواء وآخر.

أرجو أن تركز على الجوانب العلاجية غير الدوائية في حالة هذا الابن، نشجعه على ممارسة الرياضة، على التواصل الاجتماعي، على حسن إدارة وقته، أن يحرص في صلواته أن يكون عضواً مشاركاً وفعالاً في الأسرة، هذه -يا أخي- علاجات تأهيلية مهمة، القراءة، الاطلاع كلها تفيده -إن شاء الله تعالى- مع أهمية المتابعة الطبية والالتزام بالعلاج الدوائي، وبالمناسبة الأدوية متقاربة جداً، نعم هنالك اختلافات ما بينها ولكنها بسيطة..

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً