السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب عمري ٢٦ سنة، أصلع الرأس ومقتنع بشكلي، ولكن في العمل وفي الخارج ينادونني بالأقرع، وهذا بدأ يؤثر على نفسيتي، وأنا لا أريد أن أزرع الشعر، فهل الصلع عيب في الشاب؟ أريد أن تحفزوني، فنفسيتي محطمة.
السلام عليكم.
أنا شاب عمري ٢٦ سنة، أصلع الرأس ومقتنع بشكلي، ولكن في العمل وفي الخارج ينادونني بالأقرع، وهذا بدأ يؤثر على نفسيتي، وأنا لا أريد أن أزرع الشعر، فهل الصلع عيب في الشاب؟ أريد أن تحفزوني، فنفسيتي محطمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ابننا الفاضل العاقل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والتواصل والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، ويُصلح الأحوال، ويُرضيك بما قسم لك، ويحقق لك الاستقرار والسعادة والآمال.
ليس في الصلع عيب، وقد أسعدنا رضاك وأفرحتنا بقناعتك بما قدّره الله عليك، وأرجو أن تثق أن النقص في مَن يعيب عليك، فالإنسان يعيب على الآخرين بمقدار ما عنده من العيوب، وبمقدار ما في نفسه من مركب النقص، وأكثر ما يؤلمهم هو عدم اهتمامك بكلامهم، بل هو أقصر سبيل لتوقفهم، وتأكد أن كل خلق الله جميل، وأن الصلع أو الطول أو القصر لا يمكن أن يكون عيبًا، والله لا ينظر إلى صورنا ولكنه ينظر إلى قلوبنا وأعمالنا.
ولا يخفى عليك أن النقص يطاردنا جميعًا كبشر، ولكن العاقل الفاضل هو من يتعرف على نعم الله عليه ويقوم بشكرها لينال بشكره المزيد، وإذا اشتغل من حولك بتوافه الأمور وسفاسفها فاشتغل أنت بمعالي الأمور، وأشغل نفسك بطاعة وعبادة وذكر ربنا الغفور، واستبشر بكل الخيرات، وتوجّه إلى تطوير نفسك واكتساب المهارات.
وأنت تعلم أننا في زمان أصبحت فيه مسألة إزالة الشعر موضة واختيارا لبعض الناس، بل إن الناظر في أحوال العظماء سوف يجد فيهم الأعمى والأعرج وغيرهم ممَّن يراهم الناس بطريقة معينة لكنهم صعدوا سلم المعالي وأفادوا البشرية عندما استثمروا في المساحات والملكات التي وهبها لهم ربنا العظيم.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر الوصية بعدم الالتفات إلى تنفيص من يحاول أن ينتقص منك، وأشغل نفسك بالخير والطاعة، وتوكل على الله، وانطلق في ميادين الإنجاز والعمل، واسأل الله التوفيق وتحقيق المراد والأمل.
وفقك الله وسددك.