السؤال
سيدي المستشار، أنا لا أعرف كيف أتصرف، فأهلي يغضبون مني على أتفه الأسباب، مثلاً إذا زوجي أحضر شيئاً لوالدته ولم أخبر أهلي وذلك لأنه ليس بالشيء المهم فإنهم يغضبون ويقولون إني لا أقدرهم ولا أخبرهم بشيء، فماذا أفعل؟ وما هو رأي الشرع؟
سيدي المستشار، أنا لا أعرف كيف أتصرف، فأهلي يغضبون مني على أتفه الأسباب، مثلاً إذا زوجي أحضر شيئاً لوالدته ولم أخبر أهلي وذلك لأنه ليس بالشيء المهم فإنهم يغضبون ويقولون إني لا أقدرهم ولا أخبرهم بشيء، فماذا أفعل؟ وما هو رأي الشرع؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أم ناصر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير، ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
فإن رضا الناس غاية لا تدرك، والعاقلة تهتم برضا الله وتحرص على تقواه، وإذا رضي الله عن العبد أرضى عنه أهل الأرض، وإنما يرضى الله عن الذي يطيعه ويعمل الصالحات، قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا))[مريم:96].
وأنت مأمورة بأن تحترمي أهلك، وتحافظي على أسرار بيتك وزوجك، ولست مطالبة شرعاً بإخبارهم بما يحدث، وليس في ذلك مصلحة، وغالباً ما يحدث ضررٌ كبير من إخبار الأهل بمثل هذه الأمور، فإن أغلب الناس لا يُعين على الخير ولا يدعو إلى البر، وإنما همهم التحريض وإشعال النيران.
وإذا شجعت المرأة زوجها على الإحسان إلى أهله وعاونته على ذلك فإنها أول من يجني الثمار الطيبة براً في أولادها، وتوفيقاً من ربها، ونجاحاً في حياتها.
وأرجو أن تُعاملي أهلك بالملاطفة، وتحتملي منهم، وتحسني الاعتذار والتخلص من أسئلتهم المحرجة، وإذا علموا أنك لا تحبين مثل هذه الأسئلة فسوف يسكتون عنك في آخر الأمر.
وليس في إخبارهم بكل صغيرة وكبيرة تقديرٌ لهم، وخيرٌ للمسلمة أن تقضي حوائجها بالكتمان، وتُشغل نفسها بتلاوة القرآن وطاعة الرحمن، ثم برعاية الزوج والولدان؛ لتنال عند الله الجنة والرضوان.
والله الموفق,,,