السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لقد لاحظت أني كثير الكلام مع نفسي عندما أكون وحيداً، وهذه الحالة بدأت عندما كنت في الثانوية، كانت الوالدة بارك الله فيها تشد علينا في أمور المذاكرة حيث كانت تجعلني أذاكر أقل شيء 4 ساعات يومياً، وعلى كل حال في ذاك الوقت كنت أقفل الباب على نفسي وأدعي المذاكرة، وفي الحقيقة كنت أكثر التفكير والتخيل وأحاول أن أكون قصة بذهني وأتفاعل مع القصة وأستمر على هذا الحال ساعات كثيرة إلى أن أصبحت عادة! فكلما أصبح وحيداً أحدث نفسي، فعلى سبيل المثال: أتخيل أني أصبحت صاحب جاه كبير ولدي زوجة ثم تحصل مشكلة فأتورط، وهكذا القصة تستمر وعندما أتفاعل أتحدث بصوت مسموع! وأحياناً أفكر كيف بي إذا انتحرت الآن والأهوال التي سأراها أو أتخيل أني قتلت ومن هنا تبدأ القصة الخيالية؛ فأجد صعوبة في الإقلاع عن التفكير.
وأحياناً أتخيل أني أتحدث مع امرأة وأذكر لها بعض قصص حياتي الحزينة والمضحكة، وهي تحدثني وتخبرني أشياء وقصصا لم أكن أعرفها؛ فأتحدث بصوت مسموع بشرط أن لا يكون أحد بجانبي، وإلا تحدثت من داخلي، فأحياناً أضحك عندما تكون القصة مضحكة أو أحزن وأحياناً أغازل...إلخ.
والعجيب عندما أريد أن أقلع عن التفكير أجد صعوبة وألما في البداية، وموضع الألم يكون القلب وبجانب الرأس من الجهتين وأشعر بنوع من ضيق التنفس، وفي الحقيقة أشعر بمتعة أثناء الحديث مع نفسي ولكن إلى متى؟ والله كم أحزن عندما أجد كثيراً من وقتي يضيع في هذا الأمر التافه وأقول يا ليتني ذكرت الله بدلا من التفكير، وأعزم على الإقلاع ولكن أعود لا إرادياً.
علاوة على ذلك أصابني وسواس قهري شديد، لقد عانيت الكثير ولكن الحمد لله الآن خف كثيراً، وأنا مستمر على دواء يسمى الأنفرنال حالياً، في بعض الأحيان أعاني من تفكير عدواني حيث تأتيني أفكار مثل أن أقتل شخصاً ما وأعذبه وأتلذذ بتعذيبه أثناء التفكير في ذلك، وغالباً الشخص الذي أتلذذ بتعذيبه هو الشخص الظالم المجرم الذي حارب الله ورسوله (أي شخص له هذه الصفات).
على كل حال أنا مليت من حالي، ولا أدري كيف أترك هذه العادة؟ علماً بأنه إذا معي شخص آخر بجانبي لا أظهرها أمامه ولكن أحياناً أظهرها أمام العاميين الذين لا أعرفهم ولكن ليس بصورة واضحة جداً، فأني فكرت مراراً تكراراً في الزواج، وأنا متيقن أن هذا هو الحل (لكن هل يوجد حل آخر حتى ييسر الله لي الزواج) لأني كثيراً ما أتخيل أني أتحدث مع امرأة أعشقها (مجرد خيال في الحقيقة لا أعشق امرأة) فهل هذه تعتبر زيادة عاطفة أم ماذا!!؟
مع العلم بأني لست شخصاً انطوائيا تماماً ولكني انطوائي عندما أشعر بالرغبة واجتماعي أيضاً أذا أردت أن أخالط الأصحاب، أفكر أحياناً بأن ما لدي هذا من الجنون، وهل المجنون يعرف حاله أنه مجنون!؟ وختاماً أقول هل يوجد حل لهذه المشكلة؟ وهل هذا يعتبر نوعاً من الجنون؟ وهل المجنون يعلم بأنه مجنون؟ وماذا تسمى هذه الحالة؟
وأود تعريفاً بسيطاً جداً عن الفصام، فأني راضٍ تماماً ولله الحمد بالحال الذي أنا فيه، ولكن على المسلم أن يبحث عن ما هو أفضل لدينه ولنفسه، أعلم أني أطلت لكم ولكن أعلم ومتيقن وأثق بأن هذا هو المكان المناسب للاستشارة.