السؤال
السلام عليكم.
الحل في مجاهدة الشيطان هو تجاهل أي خطرة تزين الفشل أو تثبط عن الفلاح، لكن هذا الحل سبب لي وسواسا قهريا؛ حيث تأتيني فكرة بأنه ما دمت توصلت لهذه الحكمة فمفروض علي أن أجعل كل الناس تفكر وفق هذا المبدأ كي تنجح في الدنيا والآخرة وتكسب رضوان الله.
أما إن احتفظت بها لنفسي، أو أخبرت الناس بها لكن لم يصبح لهم يقين بها فأنا آثم، وليس من العدل استغلال هذه الحكمة في ما يصلح ديني ودنياي.
كلما علمت أن أحدا ما مقدِم على معصية أو تارك للصلاة مقابل أنني أعلم حقيقة حقارة المعصية فأقوم للصلاة، تلقائيا يشتد علي الوسواس، فأصاب بالحزن على جهلهم لعداوة الشيطان، وأنهم لا يرونه؛ وحسرة حول كيف لي أن أقنعهم بعداوته لهم وهم لا يرونه أصلا، وغضب حول جهلهم وتقصيرهم في معرفة هذا الأمر، وقلق حول شعوري أنني آثم إذا لم ألزمهم بترك المنكر أو القيام للصلاة عن طريق جعلهم يتيقنون من عداوة الشيطان؛ وتوتر حول عدم تحملي معرفة أن الله غاضب عن فلان وليس بيدي جعله يترك المنكر ويقوم بالمعروف، فأخشى أن تحل بنا عقوبة إذا لم أجعل العاصي صالحا في الحين.
وهذا سبب لي مضاعفات صحية، حيث أصبحت دائما أعاني من تنميل وشد في فروة الرأس، وضيق في الصدر، وخفقان وانقباض في عضلة القلب حين العلم بحصول المنكر أو التفريط في الواجب.
أصبحت كأنني مكتئب لا يمكنني أن أسعد أو أجتهد في مصالحي الدنيوية والدينية مقابل ديمومة المنكرات والجهل بعداوة الشيطان.
فلا أعلم كيف أوفق بين مجاهدة الشيطان الذي لا يتوقف إلا عند موتنا، والنجاح في دنياي؟