السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
لقد تعرفت على شاب في الثانوية العامة، كما أنه جارٌ لي (ليس منذ زمن بعيد -4سنوات) كنا نتبادل دائماً نظرات الاهتمام والاحترام، وعندما نلتقي في الشارع صدفة نتبادل أطراف الحديث لبضع دقائق، ويكون الحوار عادياً جداً كأيّ زميلين كانا يدرسان مع بعضهما، ولكن أنا بداخلي أكن له كل مشاعر الود والاحترام، كما أتمناه من كل قلبي أن يكون زوجاً لي.
كذلك بالنسبة له، فهو ينظر إلي باحترامٍ ورحمة، ولا أخفيكم أنه ينظر إلى كل جسمي ويدقق في كل التفاصيل (أنا محجبة ولباسي محتشم) مع أنه محترمٌ جداً، ولا ينظر إلى الأخريات بنفس الطريقة.
في بداية السنة الجامعية هذه والتي تُعتبر السنة الأخيرة بالنسبة لي التقيت به وتحاورنا كالعادة، ثم أعطاني رقم هاتفه، وقال لي: إذا أردت أن تتصلي بي.
بعدها اتصلت به خمس مرات، وكنا نتكلم بكل احترام، وكل شيءٍ عادي، بعدها اتصلت به ولم يكن هاتفه معه، فبقيت أتصل وأتصل دون توقف لأني ظننت بأن الهاتف معه وهو لا يريد أن يكلمني، لأني دائماً أعتقد بأني لا أستحق أن يهتم بي أحد أو يحبني أحد؛ لأني ومنذ طفولتي لا أحد يهتم بي ويشعرني بالحب والحنان والعطف حتى والدي، المهم كنت أتصل وأنا أبكي فبقي هاتفه يرن لمدة ساعة من الزمن دون توقف، حتى ناداه أهله وقالوا له بأن هاتفه لا يتوقف عن الرنين، فجاء مسرعاً وظن أن هناك كارثة وقعت، وعندما رد قلت له بأني أتصل به منذ ساعة، ورد علي بسعة صدر وقال لي: لو كان معي لرددت ثم سألني عن سبب هذا الاتصال وهو يقصد سبب إصراري عليه، أكيد أن هناك أمر! ولكني مع الحالة التي كنت فيها فهمت بأنه لا يريدني وأنني فعلاً لا أستحق أن يهتم بي أحد، فقلت له أتريد ألا أكلمك أبداً، قال لي: لم أقصد ذلك.
في اليوم التالي تحسنت حالتي واتصلت به واعتذرت، بعدها بأيام اتصلت به، ولكنه لم يرد، وبقيت أتصل عدة مرات حتى أغلق الهاتف وأبقاه مغلقاً لفترة 20 يوماً، ثم شغله، اتصلت به عدة مرات ولكنه لم يرد، وبعدها وفي يوم من الأيام رد عليّ أخيراً، وقال لي: اسمعي، فأنا أريد أن نضع النقاط على الحروف، قال لي: أخبريني لماذا تتصلين بي؟ قلت له: لم أفهم ماذا تقصد. قال لي: أتتصلين بي لمجرد الصداقة أم أنك تتوقعين مني شيئاً آخر غير الصداقة؟ قلت له: ليس لمجرد الصداقة، قال لي: أنا بحياتي لم أفكر فيك على أساسٍ غير الصداقة، وقال لي: إنه يتعامل مع جميع الناس كما يتعامل معي، وأنه يعتبرني كأفضل صديق لأني أفهمه، وقال لي إذا أردت أن أكلمه على أساس الصداقة فليس لديه مانع، أما شيء آخر فلا، قلت له بأنني لن أكلمه أبداً.
في اليوم التالي كنت عائدةً من الدراسة، والتقيت به ونظرت إليه بحزنٍ شديد وابتسمت معه، فرد الابتسامة وكانت بالرحمة والشفقة ولم أتكلم معه، بعدها التقيته أربع مرات على التوالي وكان ينظر إليّ ويريد أن يكلمني ولكني رفضت، بعدها وبعد مرور شهر اتصلت به وقلت له: أصحيح ما قلته لي تلك المرة؟ قال لي: أنا أردت فقط أن أوضح الأمور، وقال لي: أنا بحياتي لم أعدك بشيء ولم أقل لك شيئاً خاصاً، قلت له: انتهى إذن، قال لي: لم يبدأ أيّ شيء حتى ينتهي، قلت له بالنسبة لي، قال لي بالنسبة لك أو لي أو أيّ شخصٍ آخر، ليس هناك أيّ شيء. قلت إذن انتهى، قال لي: اسمعي، أنا أحترمك كثيراً، ثم قال لي بأن عائلتي رائعة، ثم قال لي: أفهمتِ؟ قلت نعم.
أنا لم أتأكد مما قاله لي ولم أفهم جيداً، اتصلت به مرةً أخرى وقال لي بقسوة: أتظنين أنه من الصواب أن تكلميني، انسي تماماً بأنك تعرفينني، ثم قال لي أنها ليست غلطتك بل غلطتي أنا، ثم قال لي أنت تفهمين ما أفهم وأنا أفهم ما تفهمين، أتمنى لك حظاً سعيداً في حياتك.
آسف على الإطالة وعلى القصة المملة، كما أنني أعرف بأنكم ستقولون لي بأنه لا يجوز للفتاة أن تكلم شاباً أجنبياً، إضافة إلى أنكم ستقولون بأنه لا يجب أن تركض البنت خلف الشاب، ولكن هو دائماً يتوخى الحذر ولديه كرامة فوق الحدود، وهو دائماً يتخذ احتياطاته عندما يكلمني في حال إن كنت ألعب بعواطفه من خلال نظراتي إليه من حين إلى آخر.
أتمنى أن تفسروا لي ما الذي حدث في هذه القصة، وتعطوني نظرتكم لها؟ كما أتمنى أن تفسروا لي كلامه، أنا أعلم بأنها كلها غلطتي وأن كل الحق معه هو، كذلك عندما سألتقي به في المرة المقبلة، فعلي أي أساس أتعامل معه؟
وتقبلوا خالص احترامي.
وشكراً.