الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل مجرد دخول السجن يعد من معايير الرجولة والبطولة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي يتعلق بحالة أراها في المجتمع، وهي أن الشباب أصبحوا ينظرون للرجولة بمعيار مختلف! مثلاً: أصبحوا يقولون: (الحبس للرجال) مع أن السجن لا يحوي سوى المجرمين وتجار المخدرات!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك -أخي الفاضل- ونحن سعداء بتواصلك معنا على موقع استشارات إسلام ويب، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول:

للأسف أن هناك فئاتٍ من الناس قلبت الموازين، فجعلت الشر خيراً والخير شراً -والعياذ بالله-، جعلوا الشر هو الأفضل الذي ينبغي فعله ويحمد فاعله، وجعلوا الخير هو الأسوأ الذي ينبغي تركه ويذم فاعله، نسأل الله السلامة والعافية.

بلا شك أن مكان الخلل هو في هؤلاء الناس، وفي نظرتهم والطريقة التي يحكمون بناءً عليها، ومن الصور الخاطئة في اختلاف المعايير عند الناس، أن بعضهم يرى أن من يأكل السحت ويأكل أموال الناس بالباطل أن هذا ذكاء ودهاء ورجولة، وبعضهم يرى أن من يدخل في الخصومات والمشاجرات ويسفك دماء الناس ويؤذيهم ويعتدي عليهم أنه شجاع، وقوي ورجل، ولو كان مكانه بعد ذلك السجن والعقوبة.

أما من عفا وأصلح فهو عندهم ضعيف جبان بعيدٌ عن الرجولة ومعانيها، وبعضهم يرى أن من هجر أقاربه وقاطعهم وقاطع مناسباتهم وأفراحهم وأحزانهم فهو أرجل الرجال وأطيب الناس لأنه أبعد نفسه عن إيذائهم، وسلّم نفسه من كلامهم، وكل هؤلاء مخطئون في نظراتهم، وغيرهم كثر ممن يسيرون على ذات التفكير والنظرة.

كل هذا جهل بحقيقة الرجولة وأصولها، فالرجولة الحق بالتمسك بتعاليم الكتاب والسنة، الرجولة في خدمة الدين وتعلمه وتعليمه والدفاع عنه.

الرجولة في خدمة الوطن ومحبته والمحافظة على أمواله وممتلكاته، الرجولة في تعلم ما ينفع في الدنيا أو الآخرة، وترك ما يضر فيهما أو في أحدهما، الرجولة في خدمة المجتمع والتعاون مع أفراده.

الرجولة في صلة الرحم والوقوف مع الأقارب في السراء والضراء، الرجولة الكرم والشهامة، وسعة الخاطر، والتحمل عند الشدائد.

الرجولة في احترام الكبير والعطف على الصغير، الرجولة في التواضع ولين الجانب والبشاشة وحسن التعامل مع الآخرين، الرجولة في فعل كل عمل حسن، وترك كل عمل قبيح، فهذه هي الرجولة في الحقيقة.

ولكن إذا نظرنا إلى الجانب الإيجابي في سجن العلماء الصالحين المصلحين ظلماً، وبعد حصوله، كما حصل لبعض الأنبياء، وكما حصل لعلماء مصلحين صالحين، وصبرهم على السجن، ففي هذا المجال تصح العبارة: (السجن للرجال).

وفقنا الله وإياك إلى الخير والهدى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً