الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر زواجي بسبب رغبة والديّ في بقائي معهما، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

أنا أعزب وأسكن مع أهلي في بيت العائلة، ولا يوجد بالبيت شقة أتزوج بها، ويوجد بيت جديد في انتظار اكتمال البناء، والبناء متوقف لظروف غامضة وإجراءات تصالح، فهل زواجي في شقة بالإيجار فيه عدم بر للوالدين؟ وهل أكون عاقًّا بذلك؟ مع العلم أنه لا أحد يسأل عن زواجي ولا يفكِّر في أني تأخرت في اتخاذ خطوة نحو الزواج، وهدفهم فقط أن أكون معهم، على الرغم من أني لست الابن الوحيد، وأنا أريد أن أكون معهم، لكن الظروف قد تحول بيني وبين الزواج، أو ربما يتأخر الزواج لفترة طويلة، مع العلم أن عمري تجاوز الثلاثين، واختياري للزوجة يضعف مع مرور العمر!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Abdallah حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك أيها -الأخ الفاضل والابن الكريم- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام، ونسأل الله أن يُعينك على إكمال نصف دينك، فمن تزوّج فقد أكمل نصف دينه، فليتق الله في النصف الآخر.

نحن لا ننصح بالتأخُّر في الزواج مهما كانت الأسباب، وأرجو أن تُظهر رغبتك في الزواج، وتجتهد في البحث عن الفتاة المناسبة، واجتهد في أن تجد مسكنًا ولو بالإيجار إلى جوار الأسرة، حتى تجمع بين الحُسنيين، بحيث تستطيع التواصل مع أسرتك وتستطيع أن تحفظ لزوجتك الخصوصية وتسعد معها.

ومن المهم جدًّا أن تكون هذه الأمور واضحة أمام الأهل، وننتظر دائمًا نحن من أبنائنا أن تكون المبادرة منهم، ليُعلنوا عن رغبتهم في الزواج، ثم يتخذوا خطوات أخرى، والحمد لله أن لك إخوة آخرين؛ وهذا ممَّا يُسهّل عليك مهمّة الخروج من البيت منذ الوهلة الأولى.

وإذا كان هناك مجال أن تنتقل الأسرة بكاملها إلى بيت كبير يكون فيه جزء خاص لك ولزوجتك فبها ونعمت، وإلَّا فهذا الوضع إذا كان كما ذكرت فالأصل أن تتزوج في بيت مجاورٍ ولو شِقّة صغيرة تُناسبكم كأسرة بادئة، يعني: تكون فيها بدايات حياتك، ثم تتواصل أنت والزوجة مع الأهل.

وأرجو أيضًا أن تُشعرهم أنك تريد راحتهم، وأنك لا تريد أن تزيد الضيق عليهم، ولا تقل: (لا نريد أن نكون معكم)، وإنما تُظهر هذا الجانب بأن تقول: (أنتم الآن العدد كبير، ومجيئنا سيُضايقكم، ولذلك سأكون مع زوجتي في سكنٍ مجاور لكم، وسأكون معكم، وأتواصل معكم، وأهتمّ بكم، فأنتم أغلى ما أملك، أنتم الآباء وأنتم الأمهات، وبرُّكم واجبٌ عليَّ من الناحية الشرعية).

ولذلك لا نُؤيد الانتظار طويلاً، فخير البرِّ عاجله، واجتهد في البحث عن الفتاة المناسبة صاحبة الدّين، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

وأرجو أن تبدأ عرض الأمر على العقلاء من أهلك، ثم بعد ذلك اطلب مساعدتهم في البحث عن الفتاة المناسبة؛ فإن من توفيق الله للإنسان أن يجد فتاة ترضى بها الأسرة – خاصة الوالدين – ونسأل الله لنا ولك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً