الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقنع أهلي بالزواج من فتاة أحببتها وأخطأت معها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في الجامعة، يراني الجميع أني من القلة الملتزمة في الجامعة، وأعوذ بالله أن يجعلني ألتفت لما يقولون.

بحكم كوني مسؤولاً في دفعتي، كانت تأتيني الأسئلة من الفتيات والشباب على حد سواء، وكنت -والله- متحفظاً في الرد مخافة أن أقع في الفتنة، لكن شاء الله الحكيم العليم أن أقع.

تحدثت مع إحدى الفتيات مرةً وراء أخرى حتى وعدتها بالزواج، عرضت الأمر على والدتي فأخبرتني أنه لا يمكنني الزواج حتى أُكَوِّنَ نفسي.

أخبرت الفتاة بذلك، وعزمنا على أن نتعلم العلم الشرعي إلى ذلك الحين، وكنّا دائماً ما نشعر بالذنب العظيم على ما نقوم به، خصوصاً أنه رغم كل محاولاتنا للابتعاد عن معصية الله كان الأمر يزداد سوءاً، لدرجة أنه وصل إلى أن يكون بيننا تواصل فيديو نظهر فيه أجسادنا، ورأيت منها ورأت مني كل شيء إلا العورة المغلظة.

علماً بأنه لم يكن بيننا أي نوع من التواصل في الحقيقة، إنما كان على مواقع التواصل فقط، وكنا نحرص أشد الحرص ألا يعلم بنا أحد من الناس، لكن -والله- كان بنية حفظ ستر الله علينا، لا خوفاً من البشر.

بعد مرور عام كنت قد سعيت وتعلمت بما يكفي علماً جانبياً يمكنني أن أجد وظيفة به، كان الأمر قد بلغ بنا أقصاه، وكنا قد تعبنا أشد تعب وأشد حسرة على حالنا، كنت دائماً أقول لها: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، فأخذت رقم أخيها ورحب بي في بيتهم.

عند ما أخبرت أهلي انفعلوا ورفضوا رفضاً شديداً -للظروف-، سقطت في نظر تلك الفتاة، وإني والله لن أتزوج غيرها على ما فعلت معها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إنسان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك، وأن يسهل لك الزوجة الصالحة الطيبة. وبالنسبة لسؤالك فأقول:

أخي السائل: قد منّ الله عليك بالالتزام، والواجب عليك المحافظة على أمر الله، والحذر من تجاوز حدود الله.

أخي السائل: ما وقع بينكما مما ذكرت فإنه محرم ومعصية لله، ويجب على كل واحد منكما التوبة إلى الله بصدق وإخلاص، والإقلاع مباشرة عن هذه المعصية، ويجب الحذر من خطوات الشيطان، وقد قال الله: (ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر).

أخي السائل: طاعة الوالدين والحرص على رضاهما مِن آكد الواجبات الشرعية، وأدلةُ الكتاب والسنة أشهَرُ مِن أن تُذْكَر، غير أنَّ الشارع الحكيم لم يجعل تلك الطاعة مُطلقةً، وإنما هي مقيدة بالمعروفِ، وعدم التعنُّت.

حاول إقناع والديك، وبيِّن لهم تعلقك بالفتاة، وما تتميز به من صفات، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مثل هذا: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح) صححه الألباني. وترفَّق بهم في النصيحة والطلب.

لا بأس من توسيط أهل الخير والفضل، وكل مَن له جاه مَقبول عندهم، سواء من الأقارب أو آخرين، ولا تيأس، فتكرار طرق الموضوع يؤتي نتيجته، ولو بعد حين إن شاء الله.
ما زالت الفرصة أمامك، فأنت ما تزال في الجامعة، ويمكن لهذا الزواج أن يتأخر قليلاً إلى حين التخرج من الجامعة. اجتهد خلال هذه الفترة على إيجاد مصدر دخل مناسب يكفيك حاجتك؛ فإنه أعون لموافقة أهلك.

لا تعلق قلبك بهذه الفتاة، وتوقف الحياة عندها، وإنما أكثر من دعاء الله عز وجل بأن ييسر لك أمرك، ويشرح صدر أهلك، ويوفقك للخير حيث كان.

أسأل الله أن يحفظك ويصلح لك حالك وبالك، ويوفقك في أمورك كلها، وييسر لك الخير حيث كان.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً