السؤال
السلام عليكم.
أغضبت أبي كثيرًا في حياته، ومنعته مما يحب ويرغب، وتوفي إلى رحمة مولاه، وندمت أشد الندم فكيف أكفر عن سيئاتي؟ وهل يمكن أن أرضيه وأبره وهو ميت؟ وكيف يمكنني أن أعرف برضاه ورضا ربي عني بعد موته؟
السلام عليكم.
أغضبت أبي كثيرًا في حياته، ومنعته مما يحب ويرغب، وتوفي إلى رحمة مولاه، وندمت أشد الندم فكيف أكفر عن سيئاتي؟ وهل يمكن أن أرضيه وأبره وهو ميت؟ وكيف يمكنني أن أعرف برضاه ورضا ربي عني بعد موته؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ التائبة إلى الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك، وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول:
• أختي الكريمة، بالنسبة لتعاملك مع والدك بالغلظة، والقسوة، وسوء التعامل بالألفاظ، أو بالأفعال، أو بغيرها ليس من المعروف في شيء، وهو مما يبغضه الله ورسوله، وقد قال رسول الله ﷺ: (لا يدخلُ الجنةَ منَّانٌ، ولا عاقٌّ)، وسُئِلَ رَسولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عن الكَبَائِرِ فَقالَ: (الشِّرْكُ باللَّهِ، وقَتْلُ النَّفْسِ، وعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ).
• أختي الكريمة، والدك حقَّه البرِّ والطاعة في المعروف، قال تعالى :(وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).
• أختي الكريمة، جميل منك أن تُقري بخطئك في التقصير مع والدك؛ إذ من الواجب الشرعي بر الوالدين، وطاعتهما، والإحسان إليهما، ومن ذلك إدخال السرور عليهما، وخدمتهما.
• وجميل منك أيضًا محاولة تدارك الخطأ –ولو متأخرًا–، فعسى الله أن يعفو عنك، ويغفر لك خطأك، وهذا التدارك من التوبة الواجبة، والعبرة بالخواتيم.
• أختي الكريمة، باب التوبة مفتوح ما دمتِ على قيد الحياة، فالتوبة تجب وتهدم ما كان قبلها، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، لا سيما وأنك تستشعرين الندم، وحرصت على تدارك الخطأ، فلا ينبغي لك اليأس والقنوط من رحمة الله؛ فالله غفور رحيم مهما أسرف العبد في المعصية والتقصير، وإن من تمام التوبة: الدعاء لوالدك، والاستغفار له، والصدقة عليه، وقضاء دينه إن وُجِد، والإحسان في التعامل مع الوالدة إن كانت على قيد الحياة، وصلة الأرحام، وصلة أهل وده ممن كان يحبهم في حياته، والالتزام بدينك، وأن تكوني على النحو الذي يحبه ويتمناه والدك -رحمه الله- فيك من طاعة الله، وقد صح في الحديث: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث... أو ولد صالح يدعو له).
• أوصيك باللجوء إلى الله تعالى بالدعاء، ولزوم الذكر والطاعة، وقراءة القرآن، ولزوم الصحبة الطيبة، والثبات على الدين وحسن الخلق، والتصالح مع أسرتك عامة، وفقك الله لكل خير.