الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متزوج وأشاهد المقاطع المخلة..هل من حل يضعف رغبتي فيها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شخص متزوج، وبعمر 31 سنة، بدأت ممارسة العادة السرية تقريباً منذ سن الـ 15سنة، وإلى الآن أمارسها، حتى بعد الزواج، ولكن من بعد الزواج أمارسها في حالة إن طالت مدة عدم الجماع بيني وبين زوجتي؛ وذلك ربما لأسباب مختلفة، مرات لزيارة أهلها أو إحساسها بالتعب الشديد، أو في حالة وجود مشاكل زوجية.

المصيبة الأعظم لدي أنني من حين لآخر أشاهد بعض المواقع الإباحية إذا سنحت الفرصة لي، وأشهد الله بأني في كل مرة أتوب عن هذه وتلك، وأكون عازمًا على عدم العودة، ولكني ضعيف، وحينما أتت لي فرصة للسفر في الغرب قررت أن تكون أسرتي بجانبي دائمًا درءًا للفتنة.

أنا أحافظ على الصلاة، وعلى تلاوة القرآن، هل من أذكار أو آيات معينة من القرآن، أو أي شيء يكون يوميًا أداوم عليه، فيصرف عني كيد الشيطان، ويضعف رغبتي في هذا الأمر؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك. وبخصوصِ ما تفضلت بالسُّؤال عنه فأقول:

• بداية -أخي الفاضل-: أنصحك باستشعار عظمة الله، وأنه لا يخفى عليه شيء، وقد قال تعالى: (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء).

• اعلم -أخي الغالي- أن الله مع العبد متى رأى منه الصدق في مجاهدته لنفسه، وقد قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا).

• اعلم أن الحل عندك أنت ليس عند أحد سِواك، ويحتاج منك إلى عزيمة حر تأبى عليه نفسه الخضوع والاستسلام لشهوة، فقد قال تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم).

• أخي الفاضل: المعاصي - سواء العادة السرية أو النظر للمواقع الإباحية- يقع فيها البعض لأسباب مختلفة، وأنصحك بقطع الأسباب المؤدية إلى هذه المعصية، فقطع السبب من أنفع وسائل العلاج –لأنه قطع لسبب المرض- فالابتعاد عن أي مغرِيات، أو مهيجات، أو أشياء تدعو لفعل هذه المعصية، من الأفلام أو المسلسلات، أو برامج التواصل الاجتماعي أو بعض الأماكن والتجمعات، أو المجالس والأحاديث التي تدعو لهذه المعصية حل جذري.

• احرص على تقليل وقت البقاء في الحمام، وخاصة أثناء الاستحمام.

• الابتعاد عن جلسات التفكير الفردية والتخيلات العقلية؛ لأنها تفتح باب الوساوس والتفكير بالمعصية.

• احرص على الصحبة الصالحة؛ لأن الصحبة الصالحة من أكثر ما يؤثر في الشخص وفي سلوكه واهتماماته، وتفكيره بشكل إيجابي.

• ملء الوقت بما ينفعك من أمر دينك، أو دنياك، خاصة ببعض الأنشطة العقلية التي تشغل العقل والتفكير، مثل تعلم لغة جديدة، أو تعلم مهارات التفكير، كذلك بالأنشطة الاجتماعية كالانخراط في أعمال خيرية وتطوعية، كذلك بالأنشطة الرياضة، فهي من أكثر ما يفرغ الطاقة، ويصرف التفكير عن مثل هذه العادات السيئة، وتشعر الشخص بالسعادة.

• العلم الشرعي وقراءة كتب السير والتراجم؛ فقراءة سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وسير الصحابة، وسير أبطال الإسلام؛ مما يعين على تغيير الاهتمامات، وعلى شحذ الهمة والانصراف عن سفاسف الأمور، وأنصحك بكتاب "الرحيق المختوم" في سيرة الرسول، وكتاب "صور من حياة الصحابة" في التراجم.

• احرص على إعطاء نفسك قيمتها وعزتها واستقلالها، ولا تكن ذليلاً أمام شهوة ونزوة.

• احرص على أداء الصلاة في وقتها، والإكثار من النوافل، ومن الصدقة وأعمال البر، فقد قال الله: (إن الحسنات يذهبن السيئات).

• لا تيأس من روح الله ورحمته، وإذا وقعت في الذنب، فجدد بعده توبة مباشرة، مهما تكرر منك الوقوع في الذنب.

• الإكثار من دعاء الله عز وجل والاعتصام به والالتجاء إليه تبارك وتعالى.

أسال الله أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يتقبل توبتك، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً