الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دخلت تخصص الهندسة لأن معدلي لم يؤهلني للطب، فهل أتركها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب متفوق منذ مراحل التعليم الأولى والثانية والثالثة، وكان طموحي دراسة الطب البشري، ولكن في المرحلة الثانوية العامة بلغ معدل نجاحي 83٪، وحال دون تحقيق حلمي لدراسة الطب، فكان رأيي ورأي والدي أن أسجل في الدورة التكميلية، فقدمتُ وتم رفع المعدل لـ 89٪ لكن ذلك لم يكن كافيًا.

بعدها سجل لي في الجامعة تخصص هندسة مدنية، وأنا لا أرغب في دراسة الهندسة، بل أكرهها ولا زلت على ذلك، والآن أنا في السنة الثالثة، فهل أكمل دراستي أم لا؟ وأنا لا أرغب وغير مهتم بدراستي الجامعية؟ أريد منكم الاستشارة: هل أترك دراسة الهندسة وأحول إلى تخصص طبي أحبه، أم أستمر على ما أنا عليه الآن؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور الدين .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اعلم -أخي الكريم- أن كل إنسان جاء إلى هذه الدنيا كُتب له رزقه وأجله، كما في حديث النبي ﷺ وهو الصادق المصدوق: (إنَّ أحدَكم يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بطنِ أمِّه أربعينَ يومًا نطفةً، ثم يكونُ علقةً مثلَ ذلك، ثم يكونُ مضغةً مثلَ ذلك، ثم يبعثُ اللهُ إليه ملَكا، ويُؤمرُ بأربعِ كلماتٍ، ويُقالُ له: اكتبْ عملَه، ورزقَه، وأجلَه، وشقيٌّ أو سعيدٌ؛ ثم يُنفخُ فيه الروحَ)، فاطمئن لمسألة الرزق، فرزقك لن يزيد، أو ينقص لمجرد أنك تركت تخصصك الذي تريده.

أمَّا بخصوص الإشكال بين رضا الوالدين، ومحبة تخصصك، فإن كنت قادراً على الجمع بين الأمرين عبر اختيار تخصص طبي داخل الجامعة، فبها ونعمت، وإن كنت غير قادر، فأكمل في مجال الهندسة، لا سيما وقد قطعت فيه شوطاً كبيراً، وبعدها حاول دراسة تخصصك الذي أحببت؛ لأن خطوة ترك الجامعة الآن ستكون صعبة بعد إتمامك لثلاث سنوات داخلها، فما بقي إلا القليل!

تعرف إلى الهندسة وتخصصاتها، فمن الممكن أن تجد ما خفي عنك من تخصصات تحبها مثل تخصص ميكانيكا الأدوات الطبية، أو وظائف مستقبلية لا تتوقعها من تلك الكلية، فلا تغلق عقلك أمامها، وفكر جيدًا قبل أخذ القرار، وادرس الأمر من جميع جوانبه.

عليك بصلاة الاستخارة حتى تكون في الضمان الإلهي، وأن تدعو الله أن يوفقك للخير، ثم استشر من تثق فيه -ممن هو مطلع على أحوال التعليم ببلدك- بالاستمرار في تخصصك، أو التحويل لتخصص فرعي طبي، أو ترك الكلية، وعليه، فاعزم على قرارك، وتوكل على الله فيه، وارض بما قسمه الله لك، واستعن بالله ولا تعجز.

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً