الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتعاطى المخدرات ولا ينفق عليّ.. فهل أفارقه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 23 سنة، متزوجة منذ سنة و 6 أشهر، كان زوجي يعاملني معاملة جيدة، ومع مرور الوقت اكتشفت كذبه عليّ، وكل ما قاله لي عند عقد القران كان كذبًا، فهو لم يخبر عائلته بزواجنا، ويتعاطى المخدرات، ويتواصل مع الفتيات، ويخرج معهن ويبيت معهن، وحينما أخبرته وواجهته ضربني، وأقفل علي الباب، ولم أتمكن من الخروج إلا بعد تدخل أهلي وإخراجي، وهو لا ينفق عليّ منذ زواجنا.

حينما ذهبت لرفع دعوى الطلاق والشقاق، قالت أمي: لا تطلبي الطلاق؛ خوفًا من كلام الناس وسخريتهم، ولأن للمطلقة سمعة غير طيبة.

أنا لا أريد العودة، وأخاف منه، وأمي مصرة أن أعود له، وأنا لا أريد، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحًبا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك التواصل وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي إلى أحسنها إلا هو.

نشكرك أولاً على ذكر أنه كان يعاملك جيداً، ثم حدث بعد ذلك التغير المؤسف بكل أسف، وأيضًا المؤسف أنه يتعاطى المخدرات، ويفعل بعض المنكرات، طبعًا هذه أم الخبائث وأم الكبائر، ومع ذلك فنحن ندعوك إلى الاجتهاد في إصلاحه قبل أن تفكري في أمر الطلاق، فلأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خير لك من حمر النعم، فكيف إذا كان الرجل هو هذا الزوج الذي اختارك من بين النساء؟!

وبلا شك نحن لا يمكن أن نقبل بهذه الكبائر التي يقع فيها، ولكن نعتقد أن المرأة الصالحة لها دور كبير في الإصلاح، عليها أن تحاول وتسعى وتجتهد، فإذا حاول أن يعود تشترط عليه أن يترك هذه المنكرات، وأن يبتعد عن رفقة السوء، وأن يبتعد عن بنات الهوى، وكل ما يغضب الله تبارك وتعالى، وأرجو أن يكون لك من المحارم -الأعمام والإخوان والأخوال- وغيرهم من يستطيع أن يتكلم ويدافع عنك، ويتكلم مع هذا الشاب وأسرته حتى يضعوا النقاط على الحروف.

فنحن إذ نرغب في العودة لك، لا نريد أن تعودي بلا شروط، وبلا برنامج واضح يوفر لك الحماية، ويعطيك ضمانات تأمنين بها على نفسك، وهذا ما ينبغي أن يكون واضحًا أمام الوالدة، مرة أخرى نحن نؤيد عدم الاستعجال في الطلاق، ولكن نؤكد أن الأسرة السعيدة، الأسرة التي يمكن أن يعاش في كنفها لها قواعد أساسية أولها الأمان من الشر، وقبل ذلك الطاعة لله تبارك وتعالى، والبعد عن كبائر الذنوب لما لها من آثار خطيرة.

نحن طبعًا لا نؤيد ولا يهمنا سخرية الناس أو ما يحصل من الناس أو السمعة التي عند الناس عن المطلقة، فمن المطلقات من تطلقت من زوجها؛ لأنه صاحب منكرات وهذه فضيلة لها، ولا عبرة بكلام الناس ونظرتهم، العبرة برضا رب الناس سبحانه وتعالى، فإذا ترك هذه المعاصي وأثبت أنه إنسان يتحمل مسؤوليته عند ذلك ترجعين إليه آمنة مطمئنة، وإذا لم يتيسر هذا، فأرجو أن لا تستعجلي الرجوع، ولا تستعجلي في نفس الوقت أيضًا الطلاق طالما أنت في مكان آمن الآن، حتى نعطيه فرصة، ونسأل الله أن يهديه ويرده إلى الحق والصواب.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً