الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ابني مراهق يحب فتاة ويأخذ الأموال للإنفاق عليها!

السؤال

السلام عليكم

أنا امرأة، كنت متزوجة، لدي ولدان، وزوجي متوفى، وبعد وفاته تزوجت على أخيه، من أجل تربية أبنائي.

لدي ابن بعمر 18 عاماً -تقريباً- وقد تعرف على فتاة عن طريق أختها، فهي جارة لنا، ولم أعلم في البداية، ولما علمت بالأمر حاولت التكلم معه بهدوء، لكنه لم يستجب لكلامي، حتى تطور الأمر بينهما، وأصبحت المكالمات طول الليل، حتى إني أراه صباحاً لا يستطيع الاستيقاظ لدوامه، وفي الفترة الأخيرة بدأ يأخذ نقوداً مني بحجج مختلفة ليصرف عليها، إضافه إلى كل نقوده.

بعد ذلك بدأ يأخذ النقود دون علمي، وأخبرت عمه بذلك، وتحدث معه، ووعده أنه سيتركها، ولكن دون جدوى، ولم يتغير شيء، علماً بأنني أعرف أهلها جيداً، وليس لدي أي رغبة بنسبهم، لأسباب لا أريد الخوض فيها، تتعلق بالفتاة وأهلها.

أرجو منكم إفادتي، كيف يمكن أن أبعد ابني عنها؟ لأني أحس أنها تستغله، إضافة إلى أني أرى ابني يبتعد عنا بسببها، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونسأل الله أن يرحم زوجك، وأن يُعينك على تربية هذا الابن، وأن يُعين عمَّه حتى يقوم بواجباته، فهو أبٌ، وعمُّ الرجل صنو أبيه.

أولاً: نتمنّى أن يُكرّر العمَّ لهذا الابن النصح، وأن يقترب منه، وأن يُبيّن له أن هذا الطريق غير صحيح، وأن الأمر يحتاج إلى حُسن اختيار، وأن العلاقة الصحيحة هي التي ينبغي أن تبدأ بالرباط الشرعي، ويجتهد في أن يَعِدَه بأنه سيختار له الزوجة في الوقت المناسب، وعندما تتهيأ الظروف.

الإنسان حين يريد أن يختار لا بد أن يُقدّم الدّين ويُقدّم الأخلاق، ويحرص دائمًا على أن يكون الأهل شركاء، وعلى علمٍ بكل الخطوات منذ بدايتها؛ لأن الزواج ليس مجرد علاقة بين شاب وفتاة، لكنه علاقة بين أسرتين وبيتين، وأحيانًا بين قبيلتين، ولذلك ينبغي أن تكون العلاقة مبنية على أسس صحيحة.

ثانيًا: ينبغي أن تعرفوا طبيعة مرحلة المراهقة، وأن الأمر فيها يحتاج إلى حوار وإقناع، لا تحاولوا فرض التعليمات عليه، كذلك أيضًا صارحوه في هذا الأمر، وإذا كان هناك مجال للتواصل مع أخت هذه الفتاة ومطالبتهم بإيقاف العلاقة، وهذا يعتمد على معرفة نمط شخصية الشاب الذي هو ابنك، وردود الفعل التي يمكن أن تحصل منه.

لكن من المهم جدًّا دراسة الأمر دراسة شاملة، ونستطيع أن نقول: إن هذه العلاقة وقتها مبكّر، ولا نريد للأمور أن تستمر في هذا الاتجاه، ولا مانع من أن تشاوروه بهذا، بل لا مانع من أن تتواصلي مع الفتاة نفسها عندما تأتي إلى بيت أختها، وتكلميها باعتبار أنها بنت من بناتك، وتطلبي منها إيقاف أي علاقة مع ابنك حتى يحين الوقت المناسب، وبعد ذلك نبدأ في إقناع هذا الشاب بضرورة أن يترك هذه العلاقة التي بُنيت على مخالفات شرعية، فالعلاقة إلى الآن ليس لها غطاء شرعي.

نحن حين نفعل هذا لا بد أن نراعي أننا نتعامل مع مراهق، لا بد أن نتخذ معه الهدوء، والحوار، والإقناع، وأيضًا يحاول العم أن يُؤاخيه ويقترب منه وينصح له، ويُبشّره بأنه سيختار له في الوقت المناسب، أو سيعينه على اختيار الفتاة الجميلة التي تُسعده، ونحو هذا الكلام الذي له تأثير كبير على ابننا وهو في هذه المرحلة.

نسأل الله أن يُعينكم على الخير، ومن المهم أيضًا أن نحافظ على أموالنا، وأن نعرف إذا أعطينا الأموال أن نعرف أين صُرفت -مصادر صرف هذه الأموال-؛ لأن هذه أيضًا من الأمور المهمّة؛ حتى لا تكون الأموال سببًا في انجراف أو انحراف أبنائنا.

نسأل الله أن يُصلحه، وأن يرحم والده، وأن يُعينكم على القيام بالواجبات، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً