الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مات والدي فحزنت ثم أصبت بنوبات هلع في الليل!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تعرضت لصدمة نفسية نتيجة وفاة أبي في حادث مروري، فلم أتقبل الأمر، وبعدها بنحو عام ونصف بدأت تظهر لي أعراض: نوبات الهلع في الليل، ودقات قلب سريعة مع توتر، وخوف شديد مجهول المصدر، مع التفكير في القتل، والتي تدوم لأيام ثم تختفي، ثم تعود مجدداً.

استمررت على قراءة القرآن عموماً، وسورة البقرة خصوصاً، والرقية الشرعية وأذكار النوم، وبفضل الله تعالى اختفت، ولكن عادت مجدداً بعد شهر رمضان الكريم، وبنسبة ضعيفة، كما رافقها النسيان وانعدام التركيز، ونوبات بكاء بلا سبب.

أريد علاجاً لهذا، يشهد الله كم عانيت، وأعاني.

أرجو أن تفيدوني باستشارتكم، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ aicha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنرحب بك -أختنا الفاضلة- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا وثقتك بهذا الموقع.

أولاً: رحم الله والدك وأسكنه جنّات العُلى وأحسن إليه، وأنزل عليك الصبر والسلوان على فقدان الأب، فلا شك أنها صدمة، وخاصة أنه تُوفي -رحمه الله- في حادث مروري.

أختي الفاضلة: هناك موضوعان:

الموضوع الأول: موضوع الحزن والحداد على فقدان الوالد، فيبدو أنك لم تخرجي منه بعد، والخروج من أسى الفقدان والحداد لا يعني أن تنسي الوالد، وإنما أن تتابعي حياتك بما يُرضيك ويُرضي الله عز وجل، فهذا يستدعي الحديث مع طبيب نفسي أو أخصائي نفسي، ليُعينك على المرور بمراحل الخروج من أسى الفقدان والحداد. هذا من جانب.

من الجانب الثاني: واضح أن الأعراض التي وصفتها -كما ذكرتِها أنت مشكورة- نوبات هلع بما تترافق من أعراض بدنية ونفسية.

أحمدُ الله تعالى أنك استطعت تخفيفها باللجوء إلى الدعاء، وتلاوة القرآن، والرقية الشرعية، فهذا أمرٌ طيب، ولكن إن طالت المعاناة، ويبدو أنها طالت واشدت، حيث إنك وصفت أنك تعانين معاناة شديدة، فلا شك أن هذا أيضًا ربما قد أثّر على عملك كسكرتيرة، فإذا شعرت بأنه يصعب عليك التحكُّم بكل هذا فلا بأس أن تُراجعي عيادة الطبيب النفسي للأمرين معًا: أمر نوبات الهلع، وأمر حُزن فقدان الوالد -رحمه الله تعالى-.

لا تنسي أن الإنسان عندما يموت (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلَّا من ثلاث) واحدةٌ منها (أو ولد صالح يدعو له)، وهذا ينطبق على كل مولود، سواء كان ذكرًا أو أنثى، فاذكري والدك بالدعاء -رحمه الله-.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً