الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشكو من تذبذب المزاج بين الانشراح والاكتئاب، ما تشخيصه؟

السؤال

السلام عليكم:

منذ سنة 2013 بدأت معي هذه الأعراض:
- تعب شديد (مهما كان عدد ساعات النوم).
- آلام متفرقة في الجسم، وخصوصاً الرقبة.
- زيادة في عدد ساعات النوم.
- المزاج، والنشاط، والطاقة، والتمتع بالأشياء كلها اختفت من حياتي، ولكن بين فترة وأخرى (من شهر إلى شهرين) تنتابني حالة من الانشراح والنشاط، وأكون طبيعياً، وأقوم بالعديد من الأعمال، وتأتيني الكثير من الأفكار والمشاريع، وما أقوم به في أسبوع أقوم به في يوم.

وينتهي كل هذا الانشراح خلال أسبوع تقريباً، وأرجع إلى الاكتئاب مرةً أخرى، وفي بعض الأحيان يكون لدي حالتان في نفس اليوم، وهي: اكتئاب من الصباح إلى قبل النوم بساعة تقريباً، ثم تأتيني حالة من الانشراح والنشاط، وأقوم خلالها بالأعمال التي عجزت عن القيام بها طوال اليوم، وحتى لا أفقد هذا الانشراح لا أنام، وأواصل يومي حتى الفجر.

في سنة 2022 ذهبت إلى طبيب الأسرة، وذكرت له كل ما قد سبق، وحولني إلى طبيب نفسي، ولكن عند الطبيب النفسي لم أذكر حالات الانشراح بسبب عدم اهتمام طبيب الأسرة بهذه التفاصيل، فظننت أنها غير مهمة، وتم تشخيصي بحالة اكتئاب، وعلاجي كان سيبراليكس 20 لمدة سنة، فقد كانت حالتي عبارة عن تقلبات، ومن ثم اقترح علي الطبيب رفع الجرعة إلى 25 ، ومن أول يوم من رفع الجرعة بدأت أحس بنشاط كبير، ولكن مع الأيام أصبح هذا النشاط أقرب إلى النشاط الفوضوي، ولا أستطيع الجلوس أو التركيز على شيء معين.

فهل تشخيص حالتي بالاكتئاب صحيح؟ أم أنني مصاب بثنائي القطب؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سمير حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك -أخي الفاضل- عبر استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا بهذا السؤال الواضح والمفصل.

لا شك عندي -أخي- أنك تعاني من الاضطراب العاطفي ثنائي القطب، حيث تترواح حالتك العاطفية أو المزاجية بين ما أسميته بالانشراح، وهي حالة من الهوس أو المنيا mania، حيث تشعر بنشاط زائد، ويقل النوم عندك، ويمكن أن تقوم بأعمال كثيرة في وقت قصير، وما أن تنتهي حالة الانشراح هذه حتى تدخل في حالة من الاكتئاب.

إن ما وصفته هو حالة نموذجية للاضطراب العاطفي ثنائي القطب، وخاصةً عندما بدأت علاج السيبرالكس وهو مضاد للاكتئاب، فمن الأعراض الجانبية للدواء عند المصاب بالثنائي القطب أنه ينهي الاكتئاب، ويدخل المصاب بحالة من الانشراح، والتي أسميتها (نشاطاً فوضوياً).

أرجو منك -أخي الفاضل- أن تعود للطبيب النفسي، وتشرح له كامل الصورة؛ لأن علاج الاضطراب ثنائي القطب يتوقف على الحالة المزاجية، فإذا كنت في حالة اكتئاب فأنت تحتاج إلى مضاد للاكتئاب، وإذا كنت في حالة الهوس -وهي النشاط الزائد عكس الاكتئاب، وما أسميته الانشراح- فهنا تتطلب دواءً آخر يخفف من شدة هذه الأعراض.

وأيضاً هناك أدوية أخرى تسمى: معدلات المزاج، وهناك عدد منها، بحيث إنها تخفف كثرة نوبات الاكتئاب، ونوبات الهوس، وتساعد على تخفيف كل هذه الأعراض، وهذا الدواء المعدل للمزاج يأخذ مع مضاد الاكتئاب، أو مع الدواء الآخر المضاد لحالة الهوس، أرجو أن لا تتردد أو تتأخر في مراجعة الطبيب النفسي لتسرع في استقرار حالتك النفسية، وتتابع حياتك بالشكل المناسب.

أدعو الله تعالى لك بتمام الصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً